للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من الدعاء: فلست أحفظه عن أحد من السلف في دعاء القنوت، وإن كان يروى عن بعضهم في الدعاء خارج الصلاة، وقد روي فيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث فيه ضعف، وهو مستعمل عند بعضهم خارج الصلاة، وأما في الصلاة فهو عمل لم يثبت بخبر صحيح، ولا أثر ثابت، ولا قياس، فالأولى أن لا يفعله، ويقتصر على ما فعله السلف - رضي الله عنهم - من رفع اليدين دون مسحهما بالوجه في الصلاة، وبالله التوفيق".

وقال عبد الحق في الأحكام الوسطى (١/ ٣٥٠): "خرجه بإسناد منقطع، ولا يصح بغيره أيضًا".

فتعقبه ابن القطان بقوله: "وردَّه بالانقطاع، وهو لو كان متصلًا ما صح، للجهل براويين من رواته، وذلك أنه من رواية عبد الملك بن محمد بن أيمن، عن عبد الله بن يعقوب بن إسحاق، عمن حدثه، عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس، وعبد الله بن يعقوب بن إسحاق: لا يعرف أصلًا، وكذلك عبد الملك بن محمد بن أيمن" [بيان الوهم (٣/ ٥٠/ ٧٠٥)].

وقال في موضع آخر (٣/ ٤٤٩/ ١٢٠٩): "وفيه عبد الله بن يعقوب بن إسحاق، وهو أيضًا: مجهول"، وقال في موضع ثالث (٥/ ٦٨٨) عن الحديث: "وهو ضعيف".

قلت: وهو كما قال؛ عبد الملك بن محمد بن أيمن، وعبد الله بن يعقوب بن إسحاق: مجهولان [التقريب (٣٥٠ و ٣٩٧)، التهذيب (٢/ ٤٦٠ و ٦٢٣)]، فضلًا عن انقطاعه، لأجل الواسطة المبهمة.

وقال النووي في المجموع (٣/ ٢٢٣): "رواه أبو داود، ولكنه ضعيف باتفاق الحفاظ، وممن ضعفه أبو داود، وفي إسناده رجل مجهول لم يسم، قال الخطابي: هذا الحديث لا يصح،. . ."، وقال نحوه في الخلاصة (١٥١٨ و ١٧٧١).

وقال ابن رجب في الفتح (٦/ ٣٠٤): "وإسناده ضعيف".

وقال ابن حجر في الدراية (١/ ١٨٥) وفي الفتح (١١/ ٤٧): "وإسناده ضعيف".

• والحاصل: أنه حديث ضعيف؛ لما سبق بيانه.

• وقد روى هذا الحديث مطولًا ومختصرًا جماعة من المتروكين عن محمد بن كعب، مما لا يريد الحديث إلا وهنًا؛ إذ قد تكون الواسطة المبهمة في إسناد أبي داود هو أحد هؤلاء المتروكين، قال العقيلي (١/ ١٧٠): "لم يحدث بهذا الحديث عن محمد بن كعب ثقة، رواه هشام بن زياد أبو المقدام، وعيسى بن ميمون، ومصادف بن زياد القرشي، وكل هؤلاء: متروك، وحدَّث به القعنبي عن عبد الملك بن محمد بن أيمن عن عبد الله بن يعقوب عمن حدثه عن محمد بن كعب، ولعله أخذه عن بعض هؤلاء":

أ- رواه أبو المقدام هشام بن زياد [متروك. التقريب (٦٣٩)]: ثنا محمد بن كعب القرظي، قال: عهدت عمر بن عبد العزيز، وهو أمير علينا بالمدينة للوليد بن عبد الملك، وهو شاب غليظ ممتلئ الجسم، فلما استخلف أتيته بخناصرة، فدخلت عليه وقد قاسى ما

<<  <  ج: ص:  >  >>