للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قاسى، فإذا هو قد تغير حاله عما كان عليه، فجعلت أنظر إليه نظرًا، لا أكاد أصرف بصري عنه، فقال: إنك لتنظر إليّ نظرًا ما كنت تنظره إليّ من قبل يا ابن كعب! قال: قلت: لعجبي، قال: وما عجبك؟ قلت: لما حال من لونك، ونفى من شعرك، ونحل من جسمك، قال: فقال: كيف لو رأيتني يا ابن كعب في قبري بعد ثالثة! حين تقع حدقتاي على وجنتي، وتسيل منخراي وفمي صديدًا ودودًا، كنتَ لي أشد نكرة.

ثم قال: أعد عليَّ حديثًا حدثتنيه عن ابن عباس، قال: قلت: نعم، حدثنا ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن لكل شيء شرفًا، وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة، وإنما تجالسون بالأمانة، ولا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث، واقتلوا الحية والعقرب؛ وإن كنتم في صلاتكم، ولا تستروا الجدر بالثياب، ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار، ومن أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يديه، ألا أنبئكم بشراركم؟ " قالوا: نعم يا رسول الله! قال: "من نزل وحده، ومنع رفده، وجلد عبده، أفأنبئكم بشر من هذا؟ " قالوا: نعم يا رسول الله! قال: "من يبغض الناس، ويبغضونه" [قال: "أفأنبئكم بشر من هذا؟ " قالوا: بلى يا رسول الله! قال: "من لم يُقِل عثرة، ولم يقبل معذرة، ولم يغفر ذنبًا" قال: "أفأنبئكم بشر من هذا؟ " قالوا: نعم يا رسول الله! قال: "من لا يرجى خيره، ولا يؤمن شره، إن عيسى ابن مريم عليه السلام قام في بني إسرائيل، فقال: يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموها، -وقد قال مرة: فتظلموهم-، ولا تظلموا ظالمًا، ولا تكافئوا ظالمًا [بظلمه]؛ فيبطل فضلكم عند ربكم عز وجل، يا بني إسرائيل الأمر ثلاث: أمر بيِّنٌ رشده فاتبعوه، وأمر بيِّنٌ غيه فاجتنبوه، وأمر اختلف فيه فردوه إلى الله عز وجل" وفي رواية: "فكِلوه إلى عالمه".

أخرجه مطولًا، أو مختصرًا، أو مفرقًا: ابن ماجه (٩٥٩)، والمعافى بن عمران في الزهد (١٣٤)، وعبد بن حميد (٦٧٥)، والبلاذري في أنساب الأشراف (٨/ ١٧٢)، والحارث بن أبي أسامة (٢/ ٩٦٧/ ١٠٧٠ - بغية الباحث) (١٣/ ١١٩/ ٣١٢٨ - المطالب)، وعبد الله بن أحمد في زيادات الزهد (٢٩٥)، وابن جرير الطبري في مسند عمر من تهذيب الآثار (٢/ ٥٣٨/ ٧٧٦)، والعقيلي في الضعفاء (٤/ ٣٤٠)، وابن أبي حاتم في التفسير (١٠/ ٣٢٥٢/ ١٨٣٩٦)، وابن حبان في المجروحين (٣/ ٨٨)، والآجري في أخبار عمر بن عبد العزيز (٧٣ - ٧٥)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٣١٨ و ٣٢٠/ ١٠٧٧٤ و ١٠٧٨١)، وابن عدي في الكامل (٧/ ١٠٦)، وابن شاهين في فضائل الأعمال (٤٧٥)، وابن أخي ميمي الدقاق في فوائده (٢٠٥ و ٣٩٨)، وأبو طاهر المخلص في جزء فيه سبعة مجالس من أماليه (٦٠)، والحاكم (٤/ ٢٧٠)، وأبو نعيم في الحلية (٨/ ٢١٣) و (٥/ ٣٣٣)، وفي أخبار أصبهان (٢/ ٣٦٣)، والقضاعي في مسند الشهاب (٣٦٧ و ٣٦٨ و ٤٦٤ و ١٠٢٠ و ١٠٢١)،

<<  <  ج: ص:  >  >>