وقال ابن الجوزي بأنه حديث لا يصح، وأعله بأبان هذا فقال: "تفرد به أبان بن سفيان، وهو كذاب"، ثم نقل كلام ابن حبان [وانظر: تلخيص العلل للذهبي (٣٩٨)].
وقال ابن القيسراني: "هو من عمل أبان" [التذكرة (٩٠٨)].
وانظر ترجمة أبان هذا في: الميزان (١/ ٧)، اللسان (١/ ٢٢٢)، المغني (٦)، وقال: "واهٍ، لا يكاد يعرف". تاريخ الإسلام (١٥/ ٥٠)، وقال: "متروك".
قلت: هو حديث موضوع؛ لا يُعرف من حديث عبيد الله بن عمر، ولا من حديث نافع، ولا من حديث ابن عمر إلا من هذا الوجه، والله أعلم.
قال ابن حجر في الفتح (١/ ٥٨٧): "وفي الباب: عن ابن عمر أخرجه ابن عدي، وعن أبي هريرة أخرجه الطبراني في الأوسط، وهما: واهيان أيضًا".
• هذا فيما جاء في الصلاة خلف النائم، وأما الصلاة خلف المتحدث، ففيه أثر ثابت عن ابن مسعود:
قال البيهقي في السنن (٢/ ٢٧٩): "وأصح أثر روي في هذا الباب"، ثم ساقه.
رواه الثوري، وشعبة، وإسرائيل [وهم أثبت الناس في أبي إسحاق]، وابن عيينة، وزيد بن أبي أنيسة، ومعمر:
عن أبي إسحاق، عن معدي كرب الهمداني، قال: سمعت ابن مسعود يقول: لا تصطفُّوا بين الأساطين [وفي رواية: بين السواري]، ولا تصلِّ وبين يديك قوم يمترون، أو قال: يلغون [وفي رواية: وهم يتحدثون].
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٤١)، وعبد الرزاق (٢/ ٦٠/ ٢٤٨٧ و ٢٤٨٨)، وابن أبي شيبة (٢/ ٦١/ ٦٤٧٠) و (٢/ ١٤٦/ ٧٥٠٠) (٥/ ١٥٩ - ١٦٠/ ٧٥٨٠ - ط عوامة)، والعجلي في معرفة الثقات (٩٧٠)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (١٩٦٤)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ١٨٢/ ١٩٩٠) و (٥/ ٩٨/ ٢٤٥٦)، والطبراني في الكبير (٩/ ٢٦٠ و ٢٦١/ ٩٢٩٣ - ٩٢٩٥)، والبيهقي (٢/ ٢٧٩) و (٣/ ١٠٤).
وهذا موقوف على ابن مسعود بإسناد لا بأس به، وتقدم تخريجه والكلام عليه مفصلًا تحت الحديث رقم (٦٧٣).
• وله طريق أخرى:
يرويها خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب، عن أبيه، عن ابن مسعود: أنه كره أن يأتمَّ بقوم يتحدثون.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٦١/ ٦٤٦٩).
وهذا موقوف على ابن مسعود بإسناد صحيح، وسعيد بن وهب الهمداني: كوفي ثقة، مخضرم، كان من أصحاب ابن مسعود.
• وروي عن ابن عمر:
فقد روى عمر بن أيوب [موصلي، صدوق]، عن جعفر [هو: ابن برقان: رقي، قدم