وقعت له في كتاب، سئل الثوري عن أحاديثه عن ابن الحنفية فضغفها، وقال فيها أحمد:"شبه الريح"، وقال:"وقع إليه كتاب الحارث الأعور"، وقال أبو حاتم:"يقال: إنه وقع إليه صحيفة لرجل يقال له عامر بن هني، كان يروي عن ابن الحنفية"، وقال ابن عدي:"يحدث عن سعيد بن جبير وابن الحنفية وأبي عبد الرحمن السلمي بأشياء لا يتابع عليها" [الطبقات الكبرى (٦/ ٣٣٤)، العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٤٩٨/ ٣٢٩١) و (٣/ ٤٣٥/ ٥٨٥١)، التاريخ الأوسط (٢/ ٢٢/ ١٦٤٥)، التاريخ الكبير (٦/ ٧١)، أسامي الضعفاء (٦٣٦)، المعرفة والتاريخ (٣/ ١٨٣)، الضعفاء للنسائي (٣٨١)، ضعفاء العقيلي (٣/ ٥٧)، الجرح والتعديل (٦/ ٢٥)، المجروحين (٢/ ١٥٥)، الكامل (٥/ ٣١٦)، بيان الوهم (٢/ ٥٠٥/ ٥٠٣) و (٣/ ٥٤٧/ ١٣٢٥)، المجموع شرح المهذب (٥/ ٢٤٥)، الميزان (٢/ ٥٣٠)، التهذيب (٢/ ٤٦٤)] [تقدم الكلام عليه تحت الحديث رقم (٦٢١)]، وعامر بن هني: ليس بقوي [اللسان (٤/ ٣٨١)]، والحارث: ضعيف.
٣ - حديث ابن عمر:
روى أبان بن سفيان المقدسي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي الإنسان إلى نائم أو متحدث.
علقه ابن حبان في المجروحين (١/ ٩٩)، ومن طريقه: الجوزقاني في الأباطيل (٢/ ٥٥/ ٤٢٤) [لكنه جعله موصولًا، بسماع ابن حبان له من محمد بن غالب الأنطاكي، وابن حبان إنما علقه في المجروحين بقوله:"رواهما عنه محمد بن غالب الأنطاكي"، ولم يذكر منه سماعًا، بل إنه لما ذكر الأنطاكي هذا في ثقاته (٩/ ١٣٩) قال: "حدثنا عنه: علي بن حمزة بن صالح بأنطاكية" فدل على أنه لم يسمع منه، وأنه ليس من مشايخه، إذ هو يحدث عنه بواسطة، كما في الصحيح (٤/ ٣٥٢/ ١٤٨٦)، والثقات (٦/ ٧٢) و (٨/ ٣٥١)]، وعلقه أيضًا: ابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٤٣٠/ ٧٣٢).
قال ابن حبان بعد أن روى حديثين لأبان هذا:"وهذان الخبران موضوعان"، ثم قال:"وكيف ينهى عن الصلاة إلى النائم؟! وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالليل وعائشة معترضة بينه وبين القبلة؛ لا يجوز الاحتجاج بهذا الشيخ والرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار للخواص".
وكان قال قبل ذلك في أبان هذا:"يروي عن الفضيل بن عياض وثقات أصحاب الحديث: أشياء موضوعة، روى عنهم فأكثر، روى عنه محمد بن غالب الأنطاكي".
وتعقبه الدارقطني في تعليقاته على المجروحين (٢)، فقال:"حديث عبيد الله بن عمر إنما يرويه أبان بن سفيان، عن أبي هلال، عن عبيد الله، وقيل: إن أبا هلال هذا هو يعلى بن هلال، ويعلى: متروك الحديث".
وقال الجوزقاني:"هذا حديث باطل؛ تفرد به أبان بن سفيان، وهو كذاب، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار"، ثم عارضه بحديث عائشة - رضي الله عنها - المتفق عليه، وقد سبق ذكره قريبًا.