للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال البيهقي في المعرفة (٢/ ١١٦): "ورواه داود بن قيس عن نافع بن جبير مرسلًا، والذي أقام إسناده: حافظ ثقة".

• والحاصل: فإن حديث سهل بن أبي حثمة: حديث صحيح، رجاله ثقات، ونافع بن جبير بن مطعم: تابعي كبير، ثقة فاضل، سمع العباس بن عبد المطلب، وغيره من الصحابة، فإن قيل: لا يعرف لنافع بن جبير سماع من سهل بن أبي حثمة، فيقال: قد ثبت سماعه ممن هو أكبر منه، فإن سماعه من عائشة ثابت في صحيح البخاري (٢١١٨)، وروايته عن أبي هريرة عند البخاري (٢١٢٢ و ٥٨٨٤)، وعند مسلم (٢٤٢١)، وعن ابن عباس عند البخاري (٣٦٢٠) وأطرافه، و (٤٤٨٢) و (٦٨٨٢)، وعند مسلم (١٤١٢) و (٢٢٧٣)، والبخاري لا يكتفي بمجرد اللقاء بل لا بد عنده من ثبوت السماع، وسماع نافع من أبي هريرة ثابت في صحيح مسلم (٦٤٩/ ٢٤٨)، وروايته عن عثمان بن أبي العاص في صحيح مسلم (٢٢٠٢)، وعن جرير بن عبد الله البجلي في صحيح مسلم (٢٣١٩)، بل إنه سمع ممن هو أكبر من هؤلاء، فقد ثبت سماعه من العباس والزبير في صحيح البخاري (٢٩٧٦ و ٤٢٨٠)، فلا يستبعد بعد ذلك سماعه من سهل، لا سيما وسهل صحابي صغير، وهما مدنيان متعاصران، قد اجتمعا في المدينة، ونافع غير مشهور بالإرسال، فالأقرب عندي حمله على الاتصال؛ لا سيما وقد صححه جماعة، وقواه الإمام أحمد، والله أعلم.

• قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".

وصححه ابن خزيمة (٢/ ١٠ و ٢٦)، وابن حبان، واحتج النسائي بحديث ابن عيينة، ولم يذكر فيه خلافًا، وكذا احتج به ابن المنذر.

وقال ابن رجب في الفتح (٢/ ٦٢٤): "وقال العقيلي: حديث سهل هذا ثابت، وقال الميموني: قلت لأبي عبد الله -يعني: أحمد-: كيف إسناد حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلى أحدكم فليدن من سترته قال: صالح، ليس بإسناده بأس".

وقال العقيلي في الضعفاء (٤/ ١٩٦): "رواه سهل بن أبي حثمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلى إلى سترة فليدن منها"، وهذا ثابت".

وقال ابن عبد البر في التمهيد (٤/ ١٩٥): "وهو حديث مختلف في إسناده، ولكنه حديث حسن، ذكره النسائي وأبو داود وغيرهما".

وقال النووي في المجموع (٣/ ٢١٧): "حديث سهل بن أبي حثمة صحيح، رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح، ورواه الحاكم في المستدرك، قال: حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم"، وقاله أيضًا في الخلاصة (١٧٣٢).

وقال القرافي في الذخيرة (٢/ ١٥٥): "والحديث مضطرب الإسناد"، قلت: قد تبين سقوط دعوى الاضطراب، وهو حديث صحيح.

• قال ابن جرير: "ومعلوم أن قطع الشيطان صلاة المصلي ليس بمروره بين يديه

<<  <  ج: ص:  >  >>