وحده دون إحداثه له من أسباب الوسوسة والشك وشغل القلب بغير صلاته ما يفسد به صلاته ويقطعها عليه! وقد رُوي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه عرض له وهو في صلاته شيطان حتى التبست عليه القراءة، فلم يقطع لذلك صلاته" [تهذيب الآثار، الجزء المفقود ص (٣٢٢)].
• ومن شواهده:
١ - حديث أبي سعيد الخدري:
يرويه أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها، ولا يدع أحدًا يمر بينه وبينها، فإن جاء أحد يمر فليقاتله فإنه شيطان".
يأتي تخريجه قريبًا برقم (٦٩٨) إن شاء الله تعالى، وهو حديث شاذ بهذه الزيادة.
٢ - حديث جبير بن مطعم:
قال البزار في مسنده (٨/ ٣٦٠/ ٣٤٣٨): أخبرنا عبد الله بن شبيب [أبو سعيد الربعي: أخباري علامة؛ لكنه واهٍ، ذاهب الحديث، وكان يسرق الحديث. اللسان (٤/ ٤٩٩)]، قال: أخبرنا عبد الله بن عمر الجبيري [لم أقف له على ترجمة]، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمير -هكذا رأيته عندي في كتابي، وأحسبه: محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير-[متروك، منكر الحديث. اللسان (٧/ ٢٢٧ و ٤٠٤)]، عن أمية بن صفوان [لعله: الجمحي المكي الأصغر: روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في الثقات. التهذيب (١/ ١٨٨)]، عن محمد بن جبير بن مطعم [ثقة]، عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته".
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا قال: عن محمد بن جبير عن أبيه، غير أمية بن صفوان، ولا نحفظه إلا من هذا الوجه".
قلت: هو حديث باطل.
وتقدم له طريق أخرى عند: الطبراني في الكبير (٢/ ١٣٩/ ١٥٨٨)، وهي وهْم.
٣ - حديث بريدة بن الحصيب:
قال البزار في مسنده (١٠/ ٣١٨/ ٤٤٤٢): حدثنا عمرو بن مالك [الراسبي: ضعيف، قال ابن عدي: "منكر الحديث عن الثقات، ويسرق الحديث". التهذيب (٣/ ٣٠١)، الميزان (٣/ ٢٨٥)]، قال: نا عمرو بن النعمان [الباهلي البصري: ليس به بأس]، قال: نا يوسف بن صهيب [ثقة]، عن عبد الله بن بريدة [ثقة]، عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:. . . فذكره.
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم يروى عن بريدة إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن يوسف بن صهيب إلا عمرو بن النعمان، وعمرو رجل من أهل البصرة".
قلت: هو حديث منكر؛ إن كان تفرد به عمرو بن مالك الراسبي.