الرواة، وعليه: فإن من عزاها إلى الشيخين أو إلى البخاري فقد أخطأ، والله أعلم.
قال ابن رجب في الفتح (٢/ ٦٧٨): "وهي غير محفوظة".
وقال ابن حجر في الفتح (١/ ٥٨٥): "زاد الكشميهني: "من الإثم"، وليست هذه الزيادة في شيء من الروايات عند غيره، والحديث في الموطأ بدونها، وقال ابن عبد البر: لم يختلف على مالك في شيء منه، وكذا رواه باقي الستة وأصحاب المسانيد والمستخرجات بدونها، ولم أرها في شيء من الروايات مطلقًا، لكن في مصنف ابن أبي شيبة: يعني من الإثم، فيحتمل أن تكون ذكرت في أصل البخاري حاشية، فظنها الكشميهني أصلًا؛ لأنه لم يكن من أهل العلم، ولا من الحفاظ، بل كان راويةً، وقد عزاها المحب الطبري في الأحكام للبخاري وأطلق، فعيب ذلك عليه، وعلى صاحب العمدة في إيهامه أنها في الصحيحين، وأنكر ابن الصلاح في مشكل الوسيط على من أثبتها في الخبر، فقال: لفظ الإثم ليس في الحديث صريحًا، ولما ذكره النووي في شرح المهذب دونها، قال: وفي رواية رويناها في الأربعين لعبد القادر الهروي: ماذا عليه من الإثم".
سفيان الثوري، فرواه عن سالم أبي النضر، عن بسر بن سعيد، قال: أرسلني زيد بن خالد الجهني إلى أبي جهيم أسأله: ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في الذي يمر بين يدي المصلي؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"لأن يقوم الرجل مقامه خير له من أن يمر بين يدي المصلي". لفظ قبيصة، وبنحوه رواية ابن مهدي.
وفي رواية عن وكيع، قال فيه: عن عبد الله بن جهيم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو يعلم أحدكم ما له في الممر بين يدي أخيه وهو يصلي"؛ يعني: من الإثم "لوقف أربعين". هكذا تفرد فيه وكيع بقوله: عن عبد الله بن جهيم، فأخطأ [وانظر: الكنى للدولابي (١/ ١٩٥/ ٥٩٨)، الجرح والتعديل (٥/ ٢١)، الأسامي والكني لأبي أحمد الحاكم (٣/ ١٨٥/ ١٢٢٤)، معرفة الصحابة (٣/ ١٦١١ / ٤٠٥٦)].
وفي رواية له: أن زيد بن خالد أَرسل إلى أبي جهيم الأنصاري يسأله: ما سمعت من النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرجل يمر بين يدي الرجل وهو يصلي؟ فقال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:"لو يعلم أحدكم ما له [في] أن يمر بين يدي أخيه وهو يصلي، كان لأن يقف أربعين" قال: لا أدري أربعين عامًا، أو أربعين شهرًا، أو أربعين يومًا "خير له من ذلك".
أخرجه مسلم (٥٠٧)، وأبو عوانة (١/ ٣٨٤/ ١٣٩٢ و ١٣٩٣ و ١٣٩٥)، وابن ماجه (٩٤٥)، وأحمد (٥/ ٤٥٦ - سقط من الميمنية)(١٤/ ٦٩/ ١٧٤٣٧ - الإتحاف)