وفي رواية: مررت بين يدي الناس، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي بهم بعرفة، وأنا والفضل على أتان مرتدفين، فلم ينكر علينا ذلك.
أخرجه أحمد (١/ ٣٢٧ و ٣٥٢)، والطيالسي (٤/ ٤٤٦/ ٢٨٤٩)[وفيه: العباس، بدل: الفضل، وهو خطأ]، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٥٤٠ و ٥٤٨ - الجزء المفقود)، والطبراني في الكبير (١١/ ٤٢٩/ ١٢٢١٧).
وهذا حديث منكر؛ وشعبة هذا هو: ابن دينار المديني، مولى ابن عباس، قال فيه مالك -وهو الحكم في أهل المدينة، ولا قول لأحد فيهم بعده- قال:"ليس بثقة"، وهذا جرح شديد، موافق لقول ابن حبان فيه:"يروي عن ابن عباس ما لا أصل له، كأنه ابن عباس آخر"، والجمهور على تليينه، وأنه ليس بقوي [انظر: التهذيب (٢/ ١٧٠)، الميزان (٢/ ٢٧٤)، بيان الوهم (٥/ ٢٤٩٨/٣٢٤ و ٢٤٩٩) ولم يعمل شيئًا].
وله في السنن حديث منكر، تقدم برقم (٢٤٦)، وأنكرت عليه حديثًا آخر في رمي الجمرة مع الفجر.
د- أسلم، قال: ثنا عبد الخالق بن إسماعيل، قال: ثنا محمد بن يزيد، عن أبي الحسن، عن عطاء، عن ابن العباس، قال: جئت أنا والفضل بن عباس رديفين على أتان، فمررنا بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفات وهو يصلي، فلم نقطع صلاته.
أخرجه بحشل في تاريخ واسط (١٣١).
عطاء هو ابن أبي رباح المكي، وأبو الحسن هو يعقوب بن القعقاع بن الأعلم الخراساني، ومحمد بن يزيد هو الكلاعي الواسطي، وهم ثقات، لكن تفرد عنهم بهذا الإسناد: عبد الخالق بن إسماعيل، شيخ لبحشل، لم أجد له ترجمة، ولم يكثر عنه بحشل، فهو في عداد المجاهيل، وبحشل: أسلم بن سهل الواسطي: حافظ مصنف مؤرخ، وثقه خميس الحوزي وغيره، وليَّنه الدارقطني، فقال:"تكلموا فيه" [سؤالات الحاكم (١٠٦)، سؤالات السلفي (١١١)، السير (١٣/ ٥٥٣)، اللسان (٢/ ٩٧)].
فهو حديث منكر من حديث عطاء بن أبي رباح المكي، ثم من حديث أبي الحسن الخراساني، ثم من حديث محمد بن يزيد الكلاعي الواسطي، فكيف لم يُعرف الحديث عن أحد من هؤلاء الثقات الثلاثة مع تباين بلدانهم إلا من هذا الطريق الفرد، حتى يتفرد به أحد المجاهيل، وينفرد بإخراجه بحشل في تاريخه.
هـ - ابن حميد، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: مررت أنا والفضل بن عباس بن عبد المطلب بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يصلي في حجة الوداع، فما قال لنا شيئًا.
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٥٥٣ - الجزء المفقود)، قال: حدثنا ابن حميد به.