والذي يظهر لي أن هذا الاختلاف في المتن إنما هو من يحيى بن أيوب، لم يكن يضبطه، والله أعلم، فمرة يقول: فصلى في صحراء ليس بين يديه سترة، ومرة لا يذكر شأن السترة، ومرة يقيد الصلاة بالعصر، ومرة يطلق، ومرة يجمع بين الكليبة والحمار، ومرة يشك أيهما كانت، مع تصرفه في ألفاظ السياق.
ويحيى بن أيوب الغافقي المصري: صدوق سيئ الحفظ، يخطئ كثيرًا، له غرائب ومناكير يتجنبها أرباب الصحاح، وينتقون من حديثه ما أصاب فيه [انظر: التاريخ الكبير (٨/ ٢٦٠ و ٣٠٦)، الجرح والتعديل (٩/ ١٢٧)، الثقات (٧/ ٦٠٠)، مشاهير علماء الأمصار (١٥٢٨)، العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٥٢/ ٤١٢٥)، تاريخ ابن معين للدارمي (٧١٩)، الضعفاء والمتروكون للنسائي (٦٢٦)، ثقات العجلي (١٩٦٢)، سؤالات الآجري (٥/ ق ١٤)، علل الترمذي الكبير ص (١١٨)، عمل اليوم والليلة للنسائي (٣٦٥)، طبقات ابن سعد (٧/ ٥١٦)، المعرفة والتاريخ (٢/ ٤٤٥)، ضعفاء العقيلي (٤/ ٣٩١)، الكامل (٧/ ٢١٤)، سنن الدارقطني (١/ ٩٨)، علل الدارقطني (٥/ ق ٢١)، بيان الوهم والإيهام (٢/ ٤٨٥/ ٤٨٤)، سير أعلام النبلاء (٨/ ٥)، الميزان (٤/ ٣٦٢)، من تكلم فيه (٣٦٧)، إكمال مغلطاي (١٢/ ٢٨٧)، التهذيب (٤/ ٣٤٢)].
وانظر أحاديث وهم فيها يحيى بن أيوب: التاريخ الكبير (٨/ ٣٠٦)، علل الحديث لابن أبي حاتم (١/ ٨٥ و ١٢٢ و ١٤٧/ ٢٢٦ و ٣٣٣ و ٤٠٩)، علل الدارقطني (٤/ ٣٣٥) و (٩/ ٢٦٠)، بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣٦ و ٣٢٤ و ٤٩٥ و ٦٠٦/ ٦٩٠ و ١٠٧٠ و ١٢٦٩ و ١٤١٢) و (٤/ ٦٨ - ٨٢ و ١٤٩ و ١٥٠ و ١٧١ و ٦٣٦/ ١٥٠٤ - ١٥١٥ و ١٥٩٢ و ١٦٣٨ و ٢١٩٣ و ٢١٩٤).
وانظر في أوهامه فيما تقدم في السنن على سبيل المثال: الحديث رقم (١٥٨)، وما تحت الحديث رقم (٢٢٨ و ٣٣٥).
• وهذا الحديث قد رواه ابن جريج، لكن اختلف عليه فيه:
أ - فرواه حجاج بن محمد المصيصي [ثقة ثبت، أثبت الناس في ابن جريج]، والضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل [ثقة ثبت، من أصحاب ابن جريج]:
قال حجاج: قال ابن جريج: أخبرني محمد بن عمر بن علي، عن عباس بن عبيد الله بن عباس، عن الفضل بن عباس، قال: زار النبي - صلى الله عليه وسلم - عباسًا في بادية لنا، ولنا كليبة وحمارة ترعى، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - العصر، وهما بين يديه؛ فلم تُؤَخَّرا، ولم تُزجَرا.
أخرجه النسائي في المجتبى (٢/ ٦٥/ ٧٥٣)، وفي الكبرى (١/ ٤٠٩/ ٨٣١)، وأحمد (١/ ٢١١)، وأبو يعلى (١٢/ ٩٤/ ٦٧٢٦)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٤٩٦ و ٤٩٧ - الجزء المفقود)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ١٠٦/ ٢٤٧٨)، والطحاوي (١/ ٤٥٩)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٢٩٤/ ٧٥٤)، والدارقطني (١/ ٣٦٩)، والبيهقي (٢/ ٢٧٨)، والمزي في التهذيب (١٤/ ٢٣١).