للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ب- ورواه عبد الرزاق بن همام [ثقة حافظ، من أثبت الناس في ابن جريج]، فقال: أنبأنا ابن جريج، قال: حدثني محمد بن عمر بن علي، عن الفضل بن عباس، قال: زار النبي - صلى الله عليه وسلم - عباسًا، ونحن في بادية لنا، فقام يصلي -قال: أراه قال: العصر-، وبين يديه كُليبة لنا، وحمار يرعى، ليس بينه وبينهما شيء يحول بينه وبينهما.

أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٢٨/ ٢٣٥٨)، ومن طريقه: أحمد (١/ ٢١٢)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٢٩٤/ ٧٥٥) [وفي سنده قلب في اسم محمد بن عمر بن علي].

قال الطبراني: "ولم يذكر عبد الرزاق في حديثه: العباس بن عبيد الله بن العباس".

ج- ورواه مسدد، قال: وثنا عبد الله، عن ابن جريج، عن عمر بن محمد بن علي، عن الفضل بن العباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - زار العباس في بادية لهم، فصلى، وكليبُه وحمارُه ترعى، ليس بينه وبينهما شيء.

أخرجه مسدد في مسنده (٢/ ١٠٧/ ١١٣٣ - إتحاف الخيرة المهرة).

وعبد الله هذا يحتمل أن يكون: عبد الله بن المبارك، أو: عبد الله بن داود الخريبي، فكلاهما روى عنه مسدد، وكلاهما يروي عن ابن جريج، وعبد الله بن المبارك: ثقة ثبت، فقيه إمام، من أثبت الناس في ابن جريج، والخريبي: بصري ثقة، معروف بالرواية عن ابن جريج.

فهذا الاختلاف على ابن جريج في إسناد هذا الحديث، يُشعر بأنه لم يكن يضبطه، فيحتمل أن يكون حدث به من كتب غيره، كما قال يحيى بن سعيد القطان عنه [انظر: شرح العلل (٢/ ٦٨٣)، التهذيب (٢/ ٦١٦)،؛ فإنه مرة يثبت العباس بن عبيد الله، ومرة يسقطه، ومرة يقول: محمد بن عمر بن علي، ومرة يقلبه، والله أعلم.

وعباس بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب: ذكره ابن حبان في الثقات، وهو قليل الرواية جدًّا، ولم أقف على رواية أيوب السختياني عنه، وأظن قولَ ابن حبان: "روى عنه أيوب" خطأً نشأ عن سقط وقع له في نسخة التاريخ الكبير، والذي كان ينقل منه، ففي التاريخ الكبير للبخاري ذكر العباس بهذا الإسناد حسب، والذي يرويه يحيى بن أيوب وابن جريج، كلاهما عن محمد بن عمر بن علي، عن العباس به، وقال ابن القطان الفاسي: "لا تعرف حاله"، ومن ثم فهو مستور؛ وإن وثقه الذهبي في الكاشف، وقول ابن حجر عنه في التقريب: "مقبول" هو أولى بالقبول، أعني على اصطلاحه [الطبقات الكبرى (٥/ ٣١٥)، التاريخ الكبير (٧/ ٣)، الجرح والتعديل (٦/ ٢١١)، الثقات (٥/ ٢٥٨)، بيان الوهم (٣/ ٣٥٤/ ١١٠٠)، الكاشف (١/ ٥٣٥)، التهذيب (٢/ ٢٩١)، التقريب (٣٠٥)].

ثم هو منقطع؛ فإن عباسًا لم يدرك عمه الفضل؛ فإن الفضل بن العباس قديم الموت، مات في خلافة أبي بكر - رضي الله عنه -، على الأرجح [التاريخ الكبير (٧/ ١١٤)، الاستيعاب (٣/ ١٢٦٩)، تاريخ الإسلام (٣/ ١٨٢)، التهذيب (٣/ ٣٩٢)، الإصابة (٥/ ٣٧٥)]، وأخوه عبيد الله بن العباس كان يصغر عبد الله بن العباس بسنة، ومن ثم كان له عند وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -

<<  <  ج: ص:  >  >>