قرابة اثنتي عشرة سنة، أو أقل من ذلك [الاستيعاب (٣/ ١٠٠٩)، السير (٣/ ٥١٢)، الإصابة (٤/ ٣٩٦)]، فكيف يولد له العباس فيدرك الفضل في خلافة أبي بكر!؟ وقد نبه المزي في التهذيب على أن روايته عن الفضل مرسلة.
ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب: وثقه الدارقطني ضمن جماعة، قال البرقاني للدارقطني:"الحسين بن زيد بن علي بن الحسين، عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي؟ فقال: كلهم ثقات"، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة، وقال ابن سعد:"وكان قليل الحديث"، لكن قال ابن القطان الفاسي:"لا تعرف حاله"، ومع ذلك فقد حسَّن له، وقال ابن القيم في الزاد:"وقد استُنكر بعض حديثه"؛ يعني: هذا الحديث، وقال ابن حجر:"صدوق"، وقال الذهبي في الكاشف:"ثقة"، وقال في الميزان:"ما علمت به بأسًا، ولا رأيت لهم فيه كلامًا، وقد روى له أصحاب السنن الأربعة، فما استُنكِر له حديث"، ثم ذكر كلام عبد الحق وابن القطان الآتي [الثقات (٥/ ٣٥٣)، سؤالات البرقاني (٨٥)، تاريخ دمشق (٥٤/ ٤١٣)، بيان الوهم (٣/ ٣٥٤/ ١١٠٠) و (٤/ ٢٦٧/ ١٨٠٦)، تاريخ الإسلام (٨/ ٥٣١)، زاد المعاد (٢/ ٧٩)، إكمال مغلطاي (١٠/ ٢٨٩)، الميزان (٣/ ٦٦٨)، الكاشف (٢/ ٢٠٥)، التهذيب (٣/ ٦٥٥)، التقريب (٥٥٥)].
وقد نقل الخطابي في معالم السنن (١/ ١٦٥) عن أصحاب الإمام أحمد أن في إسناد حديث الفضل مقال.
وقال ابن المنذر، وابن قدامة:"في إسناده مقال" [المغني (٢/ ٤٤)].
وقال ابن حزم:"وهذا باطل؛ لأن العباس بن عبيد الله لم يدرك عمه الفضل" [المحلى (٤/ ١٣)، تحفة التحصيل (١٦٩)، التهذيب (٢/ ٢٩١)]، وأقره ابن حجر على انقطاعه.
قلت: هو ظاهر الانقطاع؛ كما تقدم بيانه.
وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (١/ ٣٤٤): "إسناده ضعيف".
وأقره ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٣/ ٣٥٤/ ١١٠٠)، ثم قال:"وعباس هذا: لا تعرف حاله، ولا ذُكر بأكثر من رواية محمد بن عمر هذا عنه، وروايته هو عن الفضل، ... ، ومحمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو حفص: مجهول الحال، وقد يظنه من لا يعلم: محمد بن عمر بن علي المقدَّمي، وليس به".
قلت: وهم في نسب محمد، وإنما هو محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب [انظر: التهذيب (٣/ ٦٥٥)، الرد على ابن القطان للذهبي (٢٩)].
وخالف هؤلاء فحسنه: النووي حيث قال في الخلاصة (١٧٤٦)، وفي المجموع (٣/ ٢٢٢): "رواه أبو داود بإسناد حسن".
وقال ابن رجب في الفتح (٢/ ٧١١): "ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب: وثقه