الدارقطني وغيره، وعباس بن عبيد الله بن عباس: روى عنه أيوب السختياني مع جلالته وانتقاده للرجال، حتى قال أحمد: لا تسأل عمن روى عنه أيوب، وذكره ابن حبان في الثقات، وقد اختلف قول أحمد في هذا: فمرة قال: حديث أبي ذر يخالفه، ولم يعتد به: نقله عنه علي بن سعيد، ومرة عارض به حديث أبي ذر، وقدمه عليه: نقله عنه الحسن بن ثواب، لكن ليس في هذا الحديث أن الكلب كان أسود؛ فلذلك لم يرد به حديث أبي ذر في الكلب الأسود، ولم يجعله معارضًا له".
قلت: ما نقله أصحاب الإمام أحمد في تصحيح حديث أبي ذر وقبوله، أولى من مما نقله الحسن بن ثواب عنه، وانظر في هذا حديث أبي ذر المتقدم برقم (٧٠٢)، وقد سبق التنبيه على أني لم أقف على رواية أيوب السختياني عن العباس، وأن هذا النقل قد يكون محض وهم وقع لابن حبان، والله أعلم.
وحاصل ما تقدم: أن الحديث ضعيف، والله أعلم.
• ومما لم يُذكر في هذه الأبواب من أحاديث القطع:
حديث أم سلمة:
يرويه وكيع، قال: حدثنا أسامة بن زيد، عن محمد بن قيس، عن أمه، عن أم سلمة، قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في حجرة أم سلمة، فمر بين يديه عبد الله أو عمر [بن أبي سلمة]، فقال بيده هكذا، قال: فرجع، قال: فمرت [زينب] ابنة أم سلمة، فقال بيده هكذا، قال: فمضت، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "هن أغلب".
أخرجه ابن ماجه (٩٤٨)، وأحمد (٦/ ٢٩٤)، وابن أبي شيبة (٢٥٣/ ١/ ٢٩١٨) (٢/ ٥٤٠ - ٤٥١/ ٢٩٣٥ - ط عوامة)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٣٦٢/ ٨٥١).
وعلقه ابن عبد البر في الاستذكار (٢/ ٢٧٨).
هكذا رواه عن وكيع بن الجراح: أحمد بن حنبل، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة.
• تنبيهات:
الأول: أخرج ابن ماجه الحديث عن ابن أبي شيبة عن وكيع به، لكن وقع عنده: "عن أبيه"، بدل: "عن أمه"، وهكذا هو في أكثر الأصول الخطية، وممن عزاه لابن ماجه هكذا بقوله: "عن أبيه":
الزيلعي في نصب الراية (٢/ ٨٥)، حيث قال: "ولم أجد في كتاب ابن ماجه ومصنف ابن أبي شيبة إلا: محمد بن قيس عن أبيه"، قلت: هو في مصنف ابن أبي شيبة: "عن أمه".
وابن رجب في الفتح (٢/ ٧١٢).
والبوصيري في مصباح الزجاجة (٢/ ٦٠٤/ ٣٤٣)، وقال: "هذا إسناد ضعيف، وقع في بعض النسخ: عن أمه، بدل: عن أبيه، واعتمد المزي ذلك، وأخرج الحديث في ترجمة أم محمد بن قيس عن أم سلمة، ولم يسمها، وأبوه أيضًا: لا يعرف، والله أعلم".