لكن وقع في بعض النسخ لابن ماجه:"عن أمه"، وممن اعتمدها: المزي في التحفة (١٢/ ١٦٤/ ١٨٢٩٣ - دار الغرب)، وفي التهذيب (٢٦/ ٣٢٤).
الثاني: وقع في مطبوعة المعجم الكبير للطبراني: "عن محمد بن بكر، عن أبيه، عن أم سلمة"، وأخشى أن يكون وهمًا من الناسخ أو الناشر، فإن الطبراني ترجم له بقوله:"أم محمد بن قيس عن أم سلمة"، مما يقتضي كون الإسناد عنده هكذا:"محمد بن قيس، عن أمه، عن أم سلمة"، وقد رواه الطبراني من طريق أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة.
الثالث: وقع عند ابن ماجه وحده: "عن محمد بن قيس، هو: قاصُّ عمر بن عبد العزيز"، ولم أجده مقيدًا بهذا الوصف عند غيره.
ولذلك فإن المزي اعتمد ذلك في إيراد أسامة بن زيد الليثي، فيمن روى عن محمد بن قيس المدني قاص عمر بن عبد العزيز، وتبعه على ذلك جماعة، ويؤيد هذا القول: أن عبد الله بن أحمد سأل أباه، فقال:"سألت أبي عن محمد بن قيس الذي روى عنه أسامة بن زيد وأبو معشر وابن عجلان؟ فقال: هو المديني، قديم، لا أعلم إلا خيرًا"، وفرَّق بينه وبين محمد بن قيس بن مخرمة المطلبي المكي [العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٥٠٥/ ٣٣٢٨ و ٣٣٢٩)، وانظر: التاريخ الكبير (١/ ٢١٢)، الجرح والتعديل (٨/ ٦٣)، التهذيب (٣/ ٦٨١)].
لكن يُشكل عليه أن ابن سعد في الطبقات الكبرى (٨/ ٤٧٦) ترجم لأم محمد هذا بقوله: "أم محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، وأمها درة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل: روت عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت: مرَّ بعض بني سلمة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي"، فالله أعلم.
قال ابن القطان في بيان الوهم (٥/ ٢٢٥٩/٢٤): "وأم محمد بن قيس: لا تعرف البتة، فأما ابنها محمد: فإنني لا أعرف مَن هو مِن جماعة مسمَّين بهذا الاسم، وفي هذه الطبقة، وقد ذكر الحديثَ كما ذكره وكيعٌ: ابنُ أبي شيبة، والظنُّ بأبي محمد أنه لم يعرف هذا الإسناد، فلذلك تبرأ من عهدة الحديث بذكر جميعه، ولو عرفه اقتصر منه على أم سلمة، كغالب أمره فيما يذكره، و [على] هذا: فإن أسامة بن زيد الليثي مختلف فيه، فالحديث من أجله لو سلم من غيره لا يقال له: صحيح، وهو من أجل محمد بن قيس وأمه: ضعيف، فاعلم ذلك" [وانظر أيضًا: (٤/ ٨٥/ ١٥٢٣) و (٥/ ٦٨٨)] [وانظر: بغية النقاد النقلة (١/ ١١٣/ ٥٠) لابن المواق، حيث تعقب ابن القطان في بعض ما قال].
قلت: محمد بن قيس سواء كان هو: المدني قاص عمر بن عبد العزيز، أم: محمد بن قيس بن مخرمة، فكلاهما: ثقة، وأسامة بن زيد الليثي مولاهم: صدوق، صحيح الكتاب، يخطئ إذا حدث من حفظه، وقد أنكروا عليه أحاديث [تقدمت ترجمته مفصلة عند الحديث رقم (٣٩٤ و ٦٠٠ و ٦١٩)]، وأخاف أن يكون هذا من مناكيره؛ حيث تفرد به،