وقد أعرض عن حديثه هذا أرباب الصحاح، فلم يخرجه ابن خزيمة ولا ابن حبان ولا الحاكم، ولا غيرهم ممن صنف في الصحيح وكان شرطه دون شرط الشيخين، لا سيما وقد استشهد مسلم بأسامة من رواية ابن وهب عنه، وأخرج له ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، فكيف يعرضوا عن حديثه هذا مع حاجتهم إليه؟ فإذا انضم إلى ذلك جهالة أم محمد بن قيس، وأنه لا يُعرف لها سماع من أم سلمة، كما أن سياق الحديث كأنه لها، وليس لأم سلمة، وكأن ذكر أم سلمة في إسناده مقحم، حيث يبدو من ظاهر السياق أن أم محمد بن قيس هي التي تحكي الواقعة، ولم تدركها، والله أعلم.
إذا تبين هذا دل على أنه: حديث ضعيف، والله أعلم.
• ومما روي في صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى غير سترة:
حديث المطلب بن أبي وداعة:
يرويه ابن جريج [ثقة فقيه، مدلس، وقد صرح فيه بالسماع من كثير بن كثير]، وسالم بن عبد الله الخياط [صدوق، سيئ الحفظ]، وعمر بن قيس [المعروف بسندل: متروك]، وزهير بن محمد التميمي [والراوي عنه: الوليد بن مسلم الدمشقي وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، ورواية أهل الشام عن زهير غير مستقيمة، والتنيسي يروي عنه أحاديث منكرة]، وعبد الملك ابن عم المطلب بن أبي وداعة [لم أعرفه]، ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير [متروك، منكر الحديث. اللسان (٧/ ٢٢٧ و ٤٠٤)]:
عن كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة، عن أبيه [وفي رواية لابن جريج: عن أبيه، وذكر أعمامه]، عن جده [المطلب بن أبي وداعة]، قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في المسجد الحرام، والناس يطوفون بالبيت بينه وبين القبلة بين يديه، ليس بينه وبينهم سترة.
وفي رواية: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من سُبُعه جاء حتى يحاذِيَ بالركن، فصلى ركعتين في حاشية المطاف، وليس بينه وبين الطواف أحد.
قال ابن ماجه بعده:"هذا بمكةَ خاصة".
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٧)، وأبو داود (٢٠١٦)، والنسائي في المجتبى (٢/ ٦٧/ ٧٥٨) و (٥/ ٢٣٥/ ٢٩٥٩)، وفي الكبرى (١/ ٤١٠/ ٨٣٦) و (٤/ ١٣٦/ ٣٩٣٩)، وابن ماجه (٢٩٥٨)، وابن خزيمة (٢/ ١٥/ ٨١٥)، وابن حبان (٦/ ١٢٧ و ١٢٨/ ٢٣٦٣ و ٢٣٦٤)، والحاكم (١/ ٢٥٤)، وأحمد في المسند (٦/ ٣٩٩)، وفي العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٤٥٦/ ٥٩٤١)، وعبد الرزاق (٢/ ٣٥/ ٢٣٨٧)، والحميدي (٥٧٨)، وابن أبي شيبة (٣/ ٣٧١/ ١٥٠٤٠)، والفاكهي في أخبار مكة (٢/ ١٠٩ و ١١٠/ ١٢٣١ و ١٢٣٣)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٣/ ٥١)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢/ ١١٠/ ٨١٤)، وأبو يعلى (١٢/ ٢٩٥/ ٦٨٧٥)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٥٥٧ و ٥٥٨ - الجزء المفقود)، والطحاوي في مشكل الآثار (٧/ ٢٣ و ٢٥)، وفي شرح معاني الآثار (١/ ٤٦١)، وابن قانع في المعجم (٣/ ١٠١) [لكنه أسقط من طريق سندل