وقد ترجم البخاري في صحيحه بابًا في أبواب السترة، فقال: "باب السترة بمكة وغيرها"، ثم أخرج تحته حديث أبي جحيفة [صحيح البخاري (٥٠١)].
قال ابن حجر في الفتح (١/ ٥٧٦) معلقًا على ترجمة البخاري: "فأراد البخاري التنبيه على ضعف هذا الحديث [يعني: حديث ابن أبي وداعة]، وأن لا فرق بين مكة وغيرها في مشروعية السترة، واستدل على ذلك بحديث أبي جحيفة".
قال الدارقطني في العلل (١٤/ ٣٤٠٨/٤٢): "وقول ابن عيينة: أصحها".
وانظر: الأحكام الوسطى (١/ ٣٤٤)، بيان الوهم (٥/ ٥٣٩/ ٢٧٧١).
وقال العلائي: "فتبين أن الحديث مرسل" [جامع التحصيل (٦٤٩)، تحفة التحصيل (٢٦٩)].
وقال ابن رجب في الفتح (٢/ ٦٤٢): "وقد تبين برواية ابن عيينة هذه أنها أصح من رواية ابن جريج، ولكن يصير في إسنادها من لا يعرف".
وقال ابن حجر في الفتح (١/ ٥٧٦) عن حديث ابن جريج: "ورجاله موثقون؛ إلا أنه معلول".
فهو حديث ضعيف.
وكثير بن المطلب بن أبي وداعة: روى عنه أولاده الثلاثة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين [التهذيب (٣/ ٤٦٦)]، لكن لا يثبت ذكره في هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات، والله أعلم.
• ورواه عبد ربه بن عطاء الله القرشي، قال: حدثني أبو سفيان بن عبد الرحمن بن المطلب بن أبي وداعة، عن أبيه، عن جده: أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، وليس بينه وبين الذين يطوفون بالبيت سترة.
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٥٥٤ - الجزء المفقود)، وابن شاهين في الناسخ (٢٣٦)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٦/ ٣٠٤٥/ ٧٠٥١).
عبد الرحمن بن المطلب: روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو معروف بتساهله في توثيق المجاهيل [التاريخ الكبير (٥/ ٣٥٠)، الجرح والتعديل (٥/ ٢٨٣)، الثقات (٥/ ٨١)].
وأبو سفيان بن عبد الرحمن بن المطلب: لا يُعرف إلا بهذا الإسناد [كنى البخاري (٣٩)، الجرح والتعديل (٩/ ٣٨١)، فتح الباب (٣٥٦١)].
وعبد ربه بن عطاء الله القرشي: مجهول الحال [الجرح والتعديل (٦/ ٤٣)، تاريخ الإسلام (١٠/ ٣٤٠)، التهذيب (٢/ ٤٨٢)، التقريب (٣٥٦)].
فهو إسناد مجهول.
ولا يقال بأن هذا الإسناد يعضد الإسناد السابق؛ فقد يكون هؤلاء هم بعض آل المطلب الذين أبهمهم كثير، والله أعلم.