• وروي من طرقٍ أخرى عن ابن عمر:
أ - عبيد الله بن عمر، عن نافع [وفي رواية: وسالم]، عن ابن عمر، قال: لا يقطع الصلاة شيء، وذُبُّوا عن أنفسكم. وفي رواية: وادرأ ما استطعت.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٢٥١/ ٢٨٨٦) (٢/ ٥٣٠/ ٢٩٠٣ - ط عوامة)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٥١٣ و ٥٢٤ - الجزء المفقود)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ١٠٣/ ٢٤٧٣)، والطحاوي (١/ ٤٦٣)، والدارقطني (١/ ٣٦٨).
وإسناده صحيح على شرط الشيخين، موقوف.
ب - عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: لا يقطع الصلاة شيء، وادرأ ما استطعت، قال: وكان لا يصلي إلا إلى سترة.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٣١/ ٢٣٦٨).
موقوف، وإسناده صالح في المتابعات، عبد الله بن عمر العمري: ليس بالقوي.
• خالفهما: مطر بن طهمان الوراق، فرواه عن نافع؛ أن ابن عمر مرَّ بين يديه كلب أصفر وهو في الصلاة، فأعاد الصلاة.
أخرجه ابن المنذر في الأوسط (٥/ ١٠١/ ٢٤٦٥).
ومطر: صالح الحديث، كثير الخطأ، وليس هو من أصحاب نافع، إذ لم يعدَّه فيهم: ابن المديني ولا النسائي، ولا حتى في الضعفاء منهم [الطبقات للنسائي. شرح علل الترمذي (٢/ ٦١٥)]، فأين هو من عبيد الله بن عمر العمري؟ الذي هو من أثبت أصحاب نافع، وقدمه بعضهم في نافع على مالك وأيوب، وجعله أثبت أصحاب نافع على الإطلاق، وقد تابعه عليه أخوه عبد الله، وعليه: فرواية مطر هذه وهم محض، والله أعلم.
ج - وروى شعبة، عن أبي عبد الله العسقلاني، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط: أنه رأى ابن عمر يصلي على جنازة، وحمار يمر بين أيديهم، فناداه رجل: الحمار! فلما انصرف ابن عمر، قال: أيها الصارخ! إن الصلاة لا يقطعها شيء، ولكنه أذى، فادرؤوا الأذى عنكم ما استطعتم.
أخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ (١/ ٣١٤)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٥١٤ - الجزء المفقود)، واللفظ له، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٥/ ٢٦٥).
وهذا إسناد ضعيف، أبو عبد الله العسقلاني هو: الحسن بن عمران: قال أبو حاتم: "شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات، وله حديث في عدم إتمام التكبير، وهو حديث معلول، يأتي عند أبي داود برقم (٨٣٧)، ضعَّفه: الطيالسي والبخاري، ونقل البخاري في التاريخ عن أبي داود الطيالسي أنه قال: "هذا عندنا باطل"، وقال الطبري والبزار: "تفرد به الحسن بن عمران، وهو مجهول"، وقال النووي: "ضعيف؛ لأن راويه الحسن بن عمران ليس معروفًا" [سؤالات أبي داود (١٢٩)، التاريخ الكبير (٢/ ٣٠٠)، الجرح والتعديل