أذنيه، ثم سجد فوضع رأسه بين كفيه، ثم صلى ركعة أخرى مثلها، ثم جلس فافترش رجله اليسرى، ثم دعا، ووضع كفه اليسرى على ركبته اليسرى، وكفه اليمنى على ركبته اليمنى، ودعا بالسبابة.
أخرجه الطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٨/ ٩٠)، والبيهقي في المعرفة (٢/ ٢٨/ ٨٧٩)، والخطيب في الفصل للوصل (١/ ٤٤٩).
قال البيهقي معلقًا على رواية أبي عوانة: ثم صلى ركعة أخرى مثلها، قال: "فهذا يصرح لك بأنه في التشهد الأول، وأما دعاؤه بالسبابة فإنما هو الإشارة بها عند الشهادة".
قلت: هذه الزيادة دلت عليها الروايات الأخرى التي قيدت هذه الجلسة بالتشهد [مثل رواية شعبة وأبي الأحوص وغيرهما]، إذ التشهد لا يكون إلا بعد ركعتين على الأقل [وذلك على اعتبار أن وائل بن حجر كان يصف صلاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إما في فريضة أو في نفل غير الوتر، والله أعلم].
وقع في روايةٍ: وأشار أبو عوانة باصبعه السبابة، ووضع أصبعه الوسطى على مفصل الإبهام وهي لا تصح عن أبي عوانة؛ فإن راويها عنه: عباس بن طالب، وهو: ليس بذاك، له مناكير [انظر: اللسان (٤/ ٤٠٨)، الجرح والتعديل (٦/ ٢١٦)، المجروحين (١/ ٣٢٧)].
وانظر فيمن وهم في إسناده على أبي عوانة: المعجم الأوسط للطبراني (١/ ١٣٢/ ٤١٥).
٩ - ورواه أبو الأحوص سلام بن سليم [ثقة متقن]، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال: صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: لأحفظن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما افتتح الصلاة كبر ورفع يديه حتَّى حاذتا بأذنيه، ثم أخذ شماله بيمينه، فلما كبر للركوع رفع يديه أيضًا كما رفعهما لتكبيرة الصلاة، فلما ركع وضع كفيه على ركبتيه، فلما رفع رأسه من الركوع رفع يديه أيضًا، فلما قعد يتشهد افترش رجله اليسرى بالأرض، ثم قعد عليها، فوضع كفه الأيسر على فخذه اليسرى، ووضع مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى، ثم عقد أصابعه، وجعل حلقة بالإبهام والوسطى، ثم جعل يدعو بالأخرى.
زاد في رواية الطيالسي: يعني: بالسبابة، يشير بها.
أخرجه الطيالسي (٢/ ٣٥٨/ ١١١٣)، والطحاوي (١/ ١٩٦ و ٢٢٣ و ٢٣٠)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٤/ ٨٠)، وأبو بكر ابن المقرئ في الأربعين (٤٢)، والدارقطني (١/ ٢٩٥)، والخطيب في الفصل للوصل (١/ ٤٤٨).
قوله: فلما قعد يتشهد، سبق التنبيه على ذلك مرارًا، بأن هذا القيد تحمل عليه الروايات المطلقة، وأن المراد بهذه الهيئة جلسة التشهد، لا مطلق الجلوس في الصلاة، فلا يدخل فيها: الجلسة بين السجدتين، ولا جلسة الاستراحة.
١٠ - زهير بن معاوية [ثقة ثبت]، عن عاصم بن كليب؛ أن أباه أخبره؛ أن وائل بن حجر أخبره، قال: قلت: لأنظرن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف يصلي، فقام فرفع يديه حتَّى