قال الدارقطني:"تفرد به عامر بن مُدرِك، عن خلاد بن مسلم الصفار أبي مسلم، عن موسى بن أبي عائشة".
قلت: قول الدارقطني بتفرد عامر بن مدرك به دليل على أن شيخ البزار قد توبع عليه؛ وإلا فإن معمر بن سهل بن معمر الأهوازي: شيخ لابن أبي عاصم والبزار، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"شيخ متقن، يُغرب"، وله أفراد وغرائب ذكر بعضها الطبراني في معجمه الأوسط، والدارقطني في أفراده [الثقات (٩/ ١٩٦)، المعجم الأوسط (٦١٩١ و ٧١٨٤ و ٧١٨٦ و ٧١٩٢ و ٧١٩٦)، أطراف الغرائب والأفراد (٧٩١)، الحلية لأبي نعيم (٥/ ٤٥)].
وعامر بن مدرك بن أبي الصفيراء، قال أبو حاتم:"شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"ربما أخطأ" [التهذيب (٢/ ٢٧١)]، وقال ابن حجر في التقريب (٢٩٩): "لين الحديث"، وله أوهام وإفرادات [انظر: المعجم الأوسط (٢١٦٠ - ٢١٦٣ و ٢١٩٦ و ٧٤٣٩)، علل الدارقطني (٧/ ١١٤/ ١٢٤٢) و (١٢/ ٣٣٩/ ٢٧٦٩) و (١٣/ ٤٧/ ٢٩٣٧)، السنن له (١/ ٢٤٤)، أطراف الغرائب والأفراد (١/ ٣٤١/ ١٨٦٧) و (٢/ ١١٤/ ٤٢٧٤) و (٢/ ٧٥٨/ ٤٧١٢)، سنن البيهقي (١/ ٣٨٣)، [وانظر في أوهامه أيضًا: ما تقدم معنا تحت الحديث رقم (٥٣٢)].
وخلاد بن مسلم الصفار أبو مسلم، كوفي، ويقال: خلاد بن عيسى، قال الدوري عن ابن معين:"ثقة"، وقال في رواية الدارمي:"ليس به بأس"، وقال أبو حاتم:"حديثه متقارب"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العقيلي:"مجهول بالنقل"، وقال أبو نعيم الأصبهاني:"غريب الحديث"، وقال ابن حجر:"لا بأس به"، وقال أيضًا:"فيه مقال" [مجلس من أمالي الأصبهاني (٥)، الميزان (١/ ٦٥٦)، المغني (١/ ٢١١)، التهذيب (١/ ٥٥٧)، التقريب (١٨٣)، نتائج الأفكار (١/ ١٩٧)].
وعليه: فهو غريب من حديث موسى بن أبي عائشة، ولا يثبت عنه، والله أعلم.
وقال الطبراني: حدثنا أحمد بن زهير التستري [أحمد بن يحيى بن زهير: ثقة حافظ. السير (١٤/ ٣٦٢)]: ثنا معمر بن سهل: ثنا محمد بن إسماعيل الكوفي، عن سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن عاصم بن كليب به.
ثم أتبعه الطبراني بإسناد آخر، قال: وحدثنا عبدان [عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي: ثقة حافظ. السير (١٤/ ١٦٨)]: ثنا معمر: ثنا محمد بن إسماعيل، عن خلاد الصفار، عن عاصم به.
ومحمد بن إسماعيل الكوفي هذا، هو: الفارسي أبو إسماعيل، نزيل الكوفة، ليس من رجال التهذيب، ترجم له ابن حبان في الثقات (٩/ ٧٨)، وقال:"يُغرب"، وأخرج له في صحيحه (٥٥٢٨)، وترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (١٤/ ٣٤٣)، وابن حجر في اللسان (٦/ ٥٦٦).