للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا الحديث من غرائبه، وغرائب معمر بن سهل أيضًا، بل هو منكر من حديث الثوري؛ إنما يرويه الثوري عن عاصم بن كليب بلا واسطة، كذا رواه عنه ثقات أصحابه، كما تقدم ذكره في الطريق الرابعة، ولا يُعرف هذا الحديث من حديث خلاد الصفار عن عاصم بن كليب، إلا من هذا الوجه، فهو منكر أيضًا، والله أعلم.

وقد اختلف فيه على الصفار كما ترى، فرواه عامر بن مدرك، عن خلاد الصفار، عن موسى بن أبي عائشة، عن عاصم به، وخالفه محمد بن إسماعيل الكوفي، فرواه عن خلاد الصفار، عن عاصم به بلا واسطة، وكلاهما لا يثبت، وإن كان عامر بن مدرك كثير الرواية عن خلاد، وهو أشهر من محمد بن إسماعيل الكوفي هذا، والله أعلم.

كما أن معمر بن سهل الأهوازي قد روى هذا الحديث بهذه الأسانيد الثلاثة، ولا يُحتمل من مثله هذا التعدد في الأسانيد، ولا أراه إلا اضطرابًا منه، والله أعلم.

٢٠ - ورواه صالح بن عمر الواسطي [ثقة]، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنظر كيف يصلي، فاستقبل القبلة، فكبر، فرفع يديه حتَّى حاذى أذنيه، فلما ركع رفع يديه حتَّى جعلهما بذلك المنزل، فلما رفع رأسه من الركوع رفع يديه حتَّى جعلهما بذلك المنزل، فلما سجد وضع يديه من رأسه بذلك المنزل.

أخرجه الدارقطني (١/ ٢٩٥)، والخطيب في المدرج (١/ ٤٤٩).

بإسناد صحيح إلى صالح به.

ولا ينبغي أن توهم هذه الرواية أنَّه رفع يديه لما أراد أن يسجد، وإنما المراد: أنَّه لما سجد وضع رأسه بين كفيه، كما جاء صريحًا في رواية الثقات عن عاصم.

٢١ - ورواه محمد بن فضيل [صدوق]، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال: كنت فيمن أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف يصلي، فرأيته حين كبر رفع يديه حتَّى حاذتا أذنيه، ثم ضرب بيمينه على شماله فأمسكها، [فلما أراد أن يركع رفع يديه، ثم ركع، فوضع يديه على ركبتيه]، ... ، [فلما جلس افترش رجله اليسرى، ثم وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، ثم وضع حدَّ مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى، ثم عقد -يعني: ثنتين-، ثم حلَّق، وجعل يشير بالسباحة يدعو].

أخرجه ابن خزيمة (١/ ٢٤٢ و ٤٧٨/ ٣٥٣ و ٧١٣)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٢٠/ ٢٥٢٥).

٢٢ - ورواه هريم بن سفيان [ثقة]، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ساجدًا، ويديه قريب من أذنيه.

أخرجه أبو جعفر ابن البختري في الرابع من حديثه (١٥٠) (٣٩٤ - مجموع مصنفاته)، والخطيب في تاريخ بغداد (٤/ ١٨١).

بإسنادين إلى هريم؛ أحدهما حسن، وفي الآخر: عبيد بن إسحاق العطار، وهو: منكر الحديث [اللسان (٥/ ٣٤٩)، كنى مسلم (٦٩)، أسامي الضعفاء (١٩٥)].

<<  <  ج: ص:  >  >>