ابن أخي هذا؟ أما إني قد علمت من أين أُتيت؟ هذا أدَّبته أمه، وأنت أدَّبتك أمك، قال: فغضب القاسم وأضب عليها، فلما رأى مائدة عائشة قد أتي بها قام، قالت: أين؟ قال: أصلي، قالت: اجلس، قال: إني أصلي، قالت: اجلس غدر! إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا صلاة بحضرة الطعام، ولا هو يدافعه الأخبثان".
ثم رواه من طريق إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني فقال: بمثله، ولم يذكر في الحديث قصة القاسم.
• وعلى هذا فقد اتفق هؤلاء الثقات الستة على أن شيخ أبي حزرة في هذا الحديث هو ابن أبي عتيق؛ إلا أن القطان لم يزد على أن قال: "عبد اللَّه بن محمد" فظنه بعضهم أخا القاسم بن محمد، وكلاهما يروي عن عائشة وسمع منها.
وهذا هو ما رجحه المزي في التهذيب (١٦/ ٥١) فقال: "وهو المحفوظ"، وقد قال البخاري في رواية مسدد التي زاد فيها: أخو القاسم بن محمد: "ولا أراه محفوظًا".
وأخطأ ابن حجر لما تعقب المزي في النكت الظراف فجعله من رواية عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق أخي القاسم بن محمد، وإنما هو ابن أبي عتيق، كما رواه المدنيون، وقد تراجع عن ذلك في إتحاف المهرة (١٧/ ٧١/ ٢١٨٩٥).
• والحديث قد رواه الحاكم (١/ ١٦٨) (١/ ٧٨/ أ- رواق المغاربة) (١٧/ ٤٥٠/ ٢٢٦٠٨ - إتحاف المهرة) من طريق: يحيى بن سعيد القطان، عن أبي حزرة: ثنا عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن القاسم بن محمد، قال: كنا عند عائشة ... فذكر الحديث.
هكذا رواه الحاكم من طريق مسدد وأحمد بن حنبل، كلاهما عن يحيى بن سعيد القطان به هكذا، وإسناده صحيح إليهما، وقد علمت المحفوظ من روايتهما، وعلى هذا فلا أستبعد أن يكون الوهم من الحاكم نفسه، وهذا وهم قبيح وخطأ فاحش، ويحيى بن سعيد إنما يروي هذا الحديث عن أبي حزرة عن عبد الله بن محمد عن عائشة، فوهم فيه مرتين.
• وممن وهم في هذا الإسناد على أبي حرزة:
١ - يحيى بن أيوب المصري [صدوق ربما أخطأ. التقريب (١٠٤٩)]، رواه عن يعقوب بن مجاهد، عن القاسم بن محمد وعبد الله بن محمد، حدثاه أن عائشة ... فذكره.
هكذا قال، والحديث ليس من رواية القاسم وإن كان له ذكر وقصة في الحديث.
أخرجه البخاري في التاريخ (٥/ ١٨٤)، وابن حبان (٥/ ٤٢٩/ ٢٠٧٣)، والطحاوي في المشكل (٢/ ٣٧٤/ ١٠٣٤ - ترتيبه).
٢ - حسين بن علي الجعفي الكوفي [ثقة. التقريب (٢٤٩)]، رواه عن أبي حزرة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة به.