للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أيضًا (٦٣): "ولو تحقق حديث مجاهد أنَّه لم ير ابن عمر رفع يديه؛ لكان حديث طاوس وسالم ونافع ومحارب بن دثار وأبي الزبير حين رأوه: أولى؛ لأنَّ ابن عمر - رضي الله عنهما - رواه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يكن يخالف الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع ما رواه أهل العلم من أهل مكة والمدينة واليمن والعراق أنَّه كان يرفع يديه".

وقال ابن هانئ في مسائله (٢٣٧) عن الإمام أحمد: "وسئل عن حديث مجاهد: ما رأيت ابن عمر يرفع يديه إلا حين يفتتح الصلاة؟ قال: هذا خطأ؛ نافع وسالم أعرف بحديث ابن عمر، وإن كان مجاهد أقدم، فنافع أعلم منه.

وسئل عن حديث ابن عمر في الرفع؟ قال: رواه أبو بكر بن عياش، عن حصين، عن مجاهد، عن ابن عمر، وهو باطل، وقد روي عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلاف ذلك، وقد روي عنه مرسلًا خلاف ذلك، حديث الوليد: أنَّه كان إذا رأى رجلًا لم يرفع يديه حصبه" [وانظر أيضًا: (٢٤٠)].

وقال ابن المنذر: "وأما ابن عمر فالمشهور عنه بالأسانيد الجياد من وجوه شتى: رفع يديه في الصلاة في ثلاثة مواضع كفعل أصحابه، روى عنه ذلك سالم ونافع، وهما كانا يفعلان ذلك، وهما أعلم به من غيرهما".

وقال الدارقطني في العلل (١٣/ ١٦/ ٢٠٩٢): "وروي عن حصين، عن مجاهد، عن ابن عمر: أنَّه كان لا يرفع إلا في افتتاح الصلاة، ثم لا يعود، قاله أبو بكر بن عياش عن حصين، وهو وهم منه، أو من حصين".

وذكر الحاكم أبو عبد الله: أن المحفوظ في ذلك عن أبي بكر بن عياش: إنما هو عن عبد الله بن مسعود، لا عن عبد الله بن عمر [مختصر الخلافيات (٢/ ٨٦)، البدر المنير (٣/ ٥٠١)].

• فإن قيل: قد روى الإمام أحمد في مسنده (٢/ ٦١)، قال: ثنا وكيع، عن حماد [هو: ابن زيد]، عن بشر بن حرب: سمعت ابن عمر يقول: إن رفعَكم أيديَكم بدعةٌ؛ ما زاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على هذا؛ يعني: إلى الصدر.

ومن هذا الوجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المسند (٤/ ١٧٨/ ٥١٧ - مطالب)، لكن قال في آخره بدل: إلى الصدر، قال: يعني بإصبعه، وزاد فيه: في الصلاة.

قلت: أين بشر بن حرب الأزدي، أبو عمرو النَّدَبي البصري هذا، من أصحاب ابن عمر الذين رووا عنه رفع اليدين في الصلاة؛ فقد روى عن ابن عمر رفعَ الأيدي عند الركوع وعند الرفع منه - مرفوعًا وموقوفًا - جماعة من أثبت أصحابه، وأطولهم له ملازمةً، وأكثرِهم عنه روايةً، مثل: ابنه سالم، ومولاه نافع - وكفى بهما -، وطاوس، ومحارب بن دثار، وأبي الزبير، قال البخاري في رفع اليدين (١٧٤): " ... مع أن طاوسًا وسالمًا ونافعًا وأبا الزبير ومحارب بن دثار وغيرهم قالوا: رأينا ابن عمر يرفع يديه إذا كبر وإذا ركع".

<<  <  ج: ص:  >  >>