للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخرجه الدارقطني (١/ ٢٩٤)، ومن طريقه: الخطيب في المدرج (١/ ٤٠٠)، وابن الجوزي في التحقيق (٤٣٠).

قال الذهبي في تنقيح التحقيق (١/ ١٣٧): "ابن عاصم متكلم فيه من قبل حفظه أيضًا".

قلت: وهو كما قال، فقد كان علي بن عاصم الواسطي كثير الغلط والوهم، فإذا روجع أصر ولم يرجع، لذا فقد تركه بعضهم [التهذيب (٣/ ١٧٣)، الميزان (٣/ ١٣٥)، إكمال مغلطاي (٩/ ٣٥٠) وهذه الزيادة: ثم لا يعود، إنما هي من قِبَل يزيد بن أبي زياد نفسه، فقد تلقنها بالكوفة، ثم أدرجها بعد ذلك في الحديث، كما قال سفيان بن عيينة، وأقره على ذلك جماعة من الأئمة النقاد، وقد رواه عن يزيد بدونها جمع من الثقات الحفاظ، بل من الأئمة النقاد، مثل: سفيان الثوري، وشعبة، وسفيان بن عيينة، وخالد بن عبد الله الواسطي، وهشيم بن بشير، وعبد الله بن إدريس، وجرير بن عبد الحميد، وأسباط بن محمد، وابن فضيل، وصالح بن عمر الواسطي، وغيرهم.

وأما الذين زادوها في الحديث: فهم ليسوا في مقام هؤلاء في الحفظ والإتقان والضبط، ولا في الكثرة والعدد، لكن يحتمل أنهم حملوها عنه بعدما تلقنها بالكوفة، لقول سفيان بن عيينة أنه حدثه أولًا بمكة بدون الزيادة، ثم قال سفيان: فلما قدمتُ الكوفة سمعته يحدث به، فزاد فيه: ثم لا يعود، فظننت أنهم لقَّنوه، وكان بمكة يومئذ أحفظ منه يوم رأيته بالكوفة، وقالوا لي: إنه قد تغير حفظه، أو ساء حفظه، والله أعلم.

قال أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي: "ومما يحقِّقُ قولَ سفيان بن عيينة أنهم لقَّنوه هذه الكلمة: أن سفيانَ الثوري وزهيرَ بن معاوية وهشيمًا وغيرَهم من أهل العلم: لم يجيئوا بها، إنما جاء بها من سمع منه بأخرة" [سنن البيهقي (٢/ ٧٦)، مختصر الخلافيات (٢/ ٧٩)].

• وأما محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى فإنه سيئ الحفظ جدًّا، وقد اضطرب في إسناد هذا الحديث ومتنه، وهو من دلائل سوء حفظه، وعدم ضبطه للإسناد والمتن، فقد أدرج هذه الزيادة في متن الحديث، ثم تصرف في روايتها بعد ذلك بالمعنى:

• فقد رواه مرة: عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن، عن البراء بن عازب، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه، حتى يكون قريبًا من أذنيه، ثم لا يرفعهما حتى ينصرف.

أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (١/ ٥٩٩/٣١٢)، بالإضافة إلى طريق علي بن عاصم المتقدم آنفًا.

• ورواه ثانية: عن أخيه عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوجب الصلاة فرفع يديه حتى حاذتا بأذنيه، مرة واحدة لا يزيد على ذلك.

أخرجه الروياني (٣٤٨)، والطحاوي (١/ ٢٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>