للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن سفيانَ الثوري وزهيرَ بن معاوية وهشيمًا وغيرَهم من أهل العلم: لم يجيئوا بها، إنما جاء بها من سمع منه بأخرة [سنن البيهقي (٢/ ٧٦)، مختصر الخلافيات (٢/ ٧٩)].

وقال أيضًا: "فليس في رواية الثوري وزهير وهشيم عنه: أنه كان يرفعهما عند الركوع، وإنما ذكروا صفة الرفع، كيف يرفع؟ وإلى أين يبلغ به؟ ولم يذكر فيه العود من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما أنه لم يذكر فيه قراءته وركوعه وسجوده وتسليمه كيف كان؟ فهذا الذي يسبق القلب إلى صحته عن يزيد" [معرفة علوم الحديث (٨١)].

وقال أيضًا: "ولو صح عن البراء أنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يرفع يديه إلا أول مرة، وقال غيره: أنه عاد لرفعهما، كان أولى الحديثين أن يؤخذ به: حديث صاحب الرؤية؛ لأنه لم يقدر على الحكاية إلا بالرؤية الصحيحة والحفظ، والذي قال: لم أر، فقد يمكن أنه عاد ولم يره" [معرفة علوم الحديث (٨١)].

وقال أبو بكر أحمد بن عمرو البزار: "وهو حديث لا يثبت، ولا يحتج به"، وقال: "لا يصح حديث يزيد بن أبي زياد في رفع اليدين، قوله: ثم لا يعود" [التمهيد (٩/ ٢٢٠)، البدر المنير (٣/ ٤٩٠)].

وقال محمد بن وضاح: "الأحاديث التي تروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في رفع اليدين: ثم لا يعود: ضعيفة كلها" [التمهيد (٩/ ٢٢١)].

وقال ابن حبان: "هذا خبر عوَّل عليه أهل العراق في نفي رفع اليدين في الصلاة عند الركوع وعند رفع الرأس منه، وليس في الخبر: ثم لم يعد، وهذه الزيادة لقَّنها أهلُ الكوفة يزيدَ بن أبي زياد في آخر عمره فتلقَّن، كما قال سفيان بن عيينة أنه سمعه قديمًا بمكة يحدث بهذا الحديث بإسقاط هذه اللفظة، ومن لم يكن العلمُ صناعتَه لا يُنكَر له الاحتجاج بما يشبه هذا من الأخبار الواهية" [المجروحين (٣/ ١٠٠) (٢/ ٤٥١ - ط الصميعي)].

وقال الدارقطني عمن رواه بغير هذه الزيادة: "وهذا هو الصواب؛ وإنما لُقِّنَ يزيدُ في آخر عمره: "ثم لم يعد" فتلقَّنه، وكان قد اختلط".

وذكر الحاكم أبو عبد الله عن يزيد بن أبي زياد؛ "أنه كان يذكر بالحفظ في شبابه، فلما كبر ساء حفظه، فكان يخطئ في كثير من رواياته وحديثه، ويقلب الأسانيد، ويزيد في المتون، ولا يميز" [مختصر الخلافيات (٢/ ٨٠)، البدر المنير (٣/ ٤٨٨)].

وقال ابن عبد البر في التمهيد (٩/ ٢٢٠): "وأما حديث البراء بن عازب في ذلك؛ فإنه انفرد به يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء، فرواه عنه الثقات الحفاظ، منهم: شعبة، والثوري، وابن عيينة، وهشيم، وخالد بن عبد الله الواسطي، لم يذكر واحد منهم عنه فيه قوله: ثم لا يعود، وإنما قاله فيه عنه من لا يحتج به على هؤلاء، وحكى ابن عيينة عنه أنه حدثهم به قديمًا، وليس فيه: ثم لا يعود، ثم حدثهم به بعد ذلك فذكر فيه: ثم لا يعود، قال: فنظرته فإذا ملحق بين سطرين، ذكره أحمد بن حنبل والحميدي عن ابن عيينة، وذكره أبو داود".

<<  <  ج: ص:  >  >>