الثقات (١٦٣٩)، الثقات (٥/ ٥٤٢)، الضعفاء الكبير (٢/ ٤١)، فتح الباب (٢٦٦٢)، تاريخ الإسلام (٦/ ٥٠٥) و (٩/ ١٢٨)، التهذيب (٤/ ٤٢١)].
فهو حديث حسن، والله أعلم.
• ومن فقه هذا الحديث:
ما بوَّبه أبو داود فقال:"أيصلي الرجل وهو حاقن؟ "، ويدخل في معناه: الصلاة بحضرة الطعام أو الشراب أو الجماع -يعني: وهو تائق إليها-.
قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (٥/ ١٩٤): "فإن المطلوب من المصلي الإقبال على الله تعالى بقلبه وترك الالتفات إلى غيره، والخلو عن كل ما يشوش عليه من: نوم، وحقنة، وجوع، وكل ما يشغل البال ويغير الحال، قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا حضر العَشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعَشاء" [البخاري (٦٧١ و ٥٤٦٥)، مسلم (٥٥٨)] فراعى - صلى الله عليه وسلم - زوال كل مشوش يتعلق به الخاطر؛ حتى يقبل على عبادة ربه بفراغ قلبه وخالص لبه، فيخشع في صلاته ويدخل في هذه الآية: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢)} [المؤمنون: ١, ٢]. اهـ.
• وفي هذه الأحاديث: دليل على تقديم فضيلة حضور القلب على فضيلة أول الوقت، فإنها لما تزاحما قدم صاحب الشرع الوسيلة إلى حضور القلب على أداء الصلاة في أول الوقت [إحكام الأحكام لابن دقيق العيد (١/ ١٧٨)، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (٢/ ٢٩٨)، فتح الباري (٢/ ١٨٩)].
قال العز بن عبد السلام في القواعد الكبرى (١/ ٥٤): "وأما الإبراد بالظهر مع ما فيه من تفويت المبادرة إلى الصلاة، فإنه من باب تقديم مصلحة راجحة على مصلحة مرجوحة، فإن المشي إلى الجماعات في شدة الحر يشوش الخشوع الذي هو من أفضل أوصاف الصلاة، فقدم الخشوع -الذي هو من أفضل أوصاف الصلاة- على المبادرة التي لا تدانيه في الرتبة، ولهذا المعنى أمر بالمشي إلى الجماعات بالسكينة والوقار مع ما فيه من تفويت البدار وتكميل الاقتداء بالإمام؛ لأنه لو أسرع لانزعج وذهب خشوعه، فقدم الشرع رعاية الخشوع على المبادرة وعلى الاقتداء في جميع الصلوات، كذلك تؤخر الصلوات بكل ما يشوش الخشوع كإفراط الظمأ والجوع، وكذلك يؤخرها الحاقن والحاقب".
• أما حكم المسألة:
فإن ظاهر أحاديث النهي: نفي الصحة والإجزاء، والصحيح أنه فيه تفصيل يأتي بيانه في آخر الكلام.
قال النووي في شرح مسلم (٥/ ٤٦): "في هذه الأحاديث: كراهة الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله؛ لما فيه من اشتغال القلب به، وذهاب كمال الخشوع، وكراهتها مع مدافعة الأخبثين، وهما البول والغائط، ويلحق بهذا ما كان في معناه مما يشغل القلب ويذهب كمال الخشوع، وهذه الكراهة عند جمهور أصحابنا وغيرهم؛ إذا صلى كذلك وفي