المذي، وما له عن ابن الزبير سوى هذا الحديث، هذا لو كانا واحدًا، فكيف لو كانا اثنين، وعليه: فإن زرعة بن عبد الرحمن هذا: مجهول الحال.
والراوي عنه: العلاء بن صالح الكوفي: لا بأس به، وقال ابن المديني: "روى أحاديث مناكير" [التهذيب (٣/ ٣٤٤)، الميزان (٣/ ١٠١)]، ولعل هذا من مناكيره.
فهو حديث ضعيف.
روقد رُوي شقه الأول من فعل ابن الزبير، ولا يصح أيضًا:
فقد روى هشام بن عروة، قال: أخبرني من رأى ابن الزبير يصلِّي قد صفَّ بين قدميه، وألزق إحداهما بالأخرى.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ١١٠/ ٧٠٧٠ و ٧٠٧١).
• وقد رُوي ما يعارض شقَّه الأول من حديث ابن مسعود:
فقد روى الأعمش، وميسرة بن حبيب:
عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة: أن عبد الله رأى رجلًا يصلِّي قد صفَّ بين قدميه، فقال: خالف السُّنَّة، ولو راوح بينهما كان أفضل. وفي رواية: أخطأ السُّنَّة، ولو راوح بينهما كان أعجب إليَّ.
وفي أخرى: رأى عبد الله رجلًا يصلِّي صافًا بين قدميه، فقال: لو راوح هذا بين قدميه كان أفضل.
أخرجه النسائي في المجتبى (٢/ ١٢٨/ ٨٩٢ و ٨٩٣)، وفي الكبرى (١/ ٩٦٨/٤٦٤ و ٩٦٩)، وعبد الرزاق (٢/ ٢٦٥/ ٣٣٠٦)، وابن أبي شيبة (٢/ ١٠٩/ ٧٠٦١ و ٧٠٦٢)، والطبراني في الكبير (٩/ ٢٧٠/ ٩٣٤٦ - ٩٣٤٨)، والبيهقي (٢/ ٢٨٨).
قال النسائي: "أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، والحديث جيد".
وترجم له بقوله: "الصف بين القدمين في الصلاة".
وقال البيهقي: "وحديث ابن الزبير موصول، وحديث أبي عبيدة عن أبيه مرسل".
قلت: حديث ابن الزبير موصول لكن بإسناد ضعيف؛ وهو حديث غريب، وأما حديث ابن مسعود فرجال إسناده ثقات، وهو حديث مشهور، وقد جوَّده النسائي، واحتج به.
وأبو عبيدة: لم يسمع من أبيه، وكان ابن سبع سنين يوم مات أبوه [جامع الترمذي (١٧ و ١٧٩ و ٣٦٦ و ٦٢٢ و ١٠٦١ و ١٧١٤ و ٣٠٨٤)، سنن النسائي (٣/ ١٠٤/ ١٤٠٤)، شرح المعاني (١/ ٩٥)، معرفة الثقات (١٧٥٣)، المعرفة والتاريخ (٢/ ١٤٨ و ١٤٩ و ٥٥١)، المراسيل (٢٥٦)، تحفة التحصيل (١٦٥)، التهذيب (٢/ ٢٦٨)]، وقال الدارقطني لما سئل: سماع أبي عبيدة عن أبيه صحيح؟ قال: "يُختلف فيه، والصحيح عندي أنه لم يسمع منه، ولكنه كان صغيرًا بين يديه" [العلل (٥/ ٣٠٨/ ٩٠٣)، البدر المنير (٦/ ٥٩٤)].
وقال الدارقطني في السنن (٣/ ١٧٢ و ١٧٣) في حديث لأبي عبيدة عن أبيه: "وهذا