وقال ابن رجب في الفتح (٤/ ٣٣٢): "وهذا إسناد في الظاهر على شرط مسلم، وزعم ابن حبان أن ابن وهب سمع هذا الحديث من عمرو بن الحارث وطلحة بن عمرو، كلاهما عن عطاء، وفي هذا إشارة إلى أن غير حرملة رواه عن ابن وهب، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، وهذا هو الأشبه، ولا يعرف هذا الحديث من رواية عمرو بن الحارث".
وقال ابن حجر في التلخيص (١/ ٢٢٤): "أخشى أن يكون الوهم فيه من حرملة".
وقال في الإتحاف (٧/ ٤٠٩): "المحفوظ: حديثه عن طلحة، وأما حديثه عن عمرو بن الحارث: فغريب جدًّا".
وقال في المطالب (٤/ ٩٩/ ٤٨٦): "غريب؛ تفرد به طلحة بن عمرو المكي، وفيه ضعف.
وقد أتى فيه أحمد بن طاهر بن حرملة التجيبي بآيد، قال: حدثنا جدي: ثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عطاء، عن ابن عباس - رضي الله عنها - يذكره، فأبطل في قوله: عن عمرو بن الحارث، وإنما هو طلحة بن عمرو، وأحمد بن طاهر: كذَّبه الدارقطني وغيره، وأخرجه الطبراني في الأوسط عن أحمد بن طاهر".
قلت: لم ينفرد به أحمد بن طاهر عن جده حرملة، فقد رواه الحسن بن سفيان [إمام حافظ، ثقة ثبت. الجرح والتعديل (٣/ ١٦)، السير (١٤/ ١٥٧)، التذكرة (٢/ ٢٤٥)]، قال: حدثنا حرملة به [كما عند ابن حبان]؛ لكنه حديث غلط؛ والأقرب أن حرملة وهم فيه بذكر عمرو بن الحارث، بدل: طلحة بن عمرو المكي، فإن الحديث إنما يُعرف به؛ كما قال البيهقي وغيره، كما أن عمرو بن الحارث المصري الفقيه الإمام: غير معروف بالرواية عن إمام أهل مكة في زمانه عطاء بن أبي رباح، وحرملة بن يحيى؛ راوية ابن وهب، وأكثر عنه: صدوق، تُكلم فيه، وضعفه بعضهم [التهذيب (١/ ٣٧٢)].
• ورواه أيضًا: محمد بن أبي يعقوب الكرماني، قال: نا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنا معاشر الانبياء أُمِرنا أن نعجِّل الإفطار، وأن نؤخر السحور، وأن نضرب بأيماننا على شمائلنا".
أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ٧/ ١٠٨٥١)، وفي الأوسط (٤/ ٢٩٧/ ٤٢٤٩)، ومن طريقه: الضياء في المختارة (١١/ ٥٦/ ٤٧).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ابن عيينة إلا محمد بن أبي يعقوب".
قلت: الإسناد من لدن ابن عيينة فمن فوقه: إسناد مكي صحيح على شرط الشيخين [انظر: التحفة (٤/ ٥٧٣٥ - ٥٧٣٧)]، والمتفرد به عن ابن عيينة: محمد بن أبي يعقوب الكرماني، نزيل البصرة، قال أبو حاتم: "مجهول"، وهو صدوق مشهور؛ كما قال الذهبي في الميزان والمغني.
قال في التهذيب: "حُكي عن يحيى بن معين أنه قال: هو ثقة"، وأول من وقفت عليه