صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمِرت، وأنا من [وفي رواية: أول] المسلمين".
أخرجه ابن حبان في المجروحين (٢/ ٦)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٢٧١/ ١٣٣٢٤)، وفي الدعاء (٥٠٠ و ٥٠٨).
وهذا حديث منكر مقلوب؛ تفرد به عبد الله بن عامر الأسلمي، فجعله من مسند عبد الله بن عمر، والحديث مشهور من حديث علي بن أبي طالب، وقد أنكر عليه ابن حبان هذا الحديث، وقال فيه: "كان ممن يقلب الأسانيد والمتون، ويرفع المراسيل والموقوف"، وضعفه البيهقي في السنن (٢/ ٣٥)، والله أعلم.
• والحاصل: فإن هذا الحديث لا يصح من حديث ابن المنكر؛ وإنما هو حديث الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، كما أخرجه مسلم، والله أعلم.
• وفي الباب أيضًا:
١ - عن أبي هريرة: [عند: الشافعي في الأم (١/ ١٠٦)، وأبي العباس الأصم في جزء من حديثه برواية أبي الحسن الطرازي (٦٩)، والدارقطني في الأفراد (٢/ ٣٠٩/ ٥٣٣٣ - أطرافه)] [تفرد به: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وهو: متروك، كذبه جماعة].
٢ - عن أبي رافع: [عند: ابن الأعرابي في المعجم (١/ ٣٢٢/ ٦١٤)، والطبراني في الكبير (١/ ٣١٤/ ٩٢٨)، وفي الدعاء (٤٩٨)، والخطيب في الكفاية (٣٣٠)] [رجاله ثقات، وفي سنده اختلاف، ولا يصح لإرساله].
• قال البيهقي في المعرفة (١/ ٥٠٠): "قال الشافعي في رواية أبي سعيد: وبهذا نقول، وآمر وأحب أن يؤتى به كما يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لا يغادر منه شيء، ويجعل مكان: "وأنا أول المسلمين": "وأنا من المسلمين"، زاد في رواية حرملة: لأن "وأنا أول المسلمين" لا تصلح لغير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" [وانظر: الأم (١/ ١٠٦)].
قال البيهقي: "وبذلك أمر محمد بن المنكدر وجماعة من فقهاء المدينة".
وقال ابن العربي في أحكام القرآن (٢/ ٢٩٩): "إذا قلنا: إنه يقولها في افتتاح الصلاة على الوجه المتقدم، فإنه يقول في آخرها: "وأنا من المسلمين"، ولا يقول: "وأنا أول المسلمين"؛ إذ ليس أحد بأولهم إلا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإن قيل: أو ليس إبراهيم قبله؟ قلنا: عنه أجوبة، أظهرها الآن: أنه أول المسلمين من أهل ملته، والله أعلم".
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (١/ ٣٩٤) بعد أن ذكر تصرف أبي داود بإيراد حديث عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وفيه: "وأنا أولُ المسلمين"، ثم ذكر بعده قول محمد بن المنكدر، وابن أبي فروة، وغيرهما من فقهاء أهل المدينة: فإذا قلتَ أنتَ ذاك، فقل: "وأنا من المسلمين"، قال ابن حجر: "وهذا يشعر بأن المحفوظ في المرفوع على