• قال ابن المنذر بعد إيراد كلام مالك هذا:"وهذا مذهب: الأوزاعي، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي ثور" [الأوسط (٣/ ٢٤٤)].
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (٢/ ٥٤٠): "وأما قول مالك: لا بأس بالدعاء في الصلاة المكتوبة، فهو أمرٌ مجمعٌ عليه؛ إذا لم يكن الدعاءُ يشبه كلامَ الناس، وأهل الحجاز يجيزون الدعاء فيها بكل ما ليس بمأثم من أمور الدين والدنيا".
قلت: لكن الذي يظهر لي -والله أعلم- أن إيراد أبي داود لقول مالك في هذا الموضع، وهو أدعية الاستفتاح، لأجل الرد على ما نُقِل عن مالك قوله:"ومن كان وراء الإمام، ومن هو وحده، ومن كان إمامًا: فلا يقل: سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، ولكن يكبروا، ثم يبتدؤوا القراءة" [المدونة (١/ ٦٢)].
قال في عون المعبود (٢/ ٣٣٤) معلِّقًا على رواية أبي داود: "هذا نص صريح من الإمام مالك رحمه الله على أنه لا بأس عنده بقراءة دعاء الاستفتاح بين التكبير والقراءة، لكن المشهور عنه خلافه" [وانظر: الفتح لابن حجر (٢/ ٢٣٠)].
***
٧٧٠ - . . . مالك، عن نُعيم بن عبد اللَّه المُجْمِر، عن علي بن يحيى الزُّرَقي، عن أبيه، عن رفاعة بن رافع الزُّرَقي، قال: كنا يومًا نصلِّي وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رفعَ رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - رأسَه من الركوع، قال:"سمع الله لمن حمده"، قال رجلٌ وراءَ رسولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: اللَّهُمَّ ربنا ولك الحمد، حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، فلما انصرفَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال:"مَن المتكلِّم بها آنفًا؟ "، فقال الرجلُ: أنا يا رسولَ اللَّه، فقال رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "لقد رأيتُ بضعةً وثلاثين ملكًا يبتدِرونها أيُّهم يكتبُها أوَّلُ".
• حديث صحيح.
أخرجه البخاري (٧٩٩)، وقد سبق تخريجه في الذكر والدعاء (١/ ١٧٤) برقم (٨٩).
***
٧٧١ - . . . مالك، عن أبي الزبير، عن طاووس، عن ابن عباس؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام إلى الصلاة مِن جَوْف الليل، يقول: "اللَّهُمَّ لك الحمدُ، أنتَ نورُ السموات والأرض، ولك الحمدُ، أنتَ قَيامُ السموات والأرض، ولك الحمدُ، أنتَ ربُّ السموات والأرض ومَن فيهنَّ، أنتَ الحق، وقولُك الحقُّ، ووعدُك الحق، ولقاؤك حق، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حقٌّ، والساعةُ حقٌّ، اللَّهُمَّ لك أسلمتُ، وبك