قلت: راجع مسألة تدليس الحسن، وسماعه من سمرة: الحديث رقم (٢٧) و (٣٥٥)، ومما خلُصت إليه هناك بشأن سماع الحسن من سمرة:
أن الحسن لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة، والباقي كتاب غير مسموع؛ إلا أنه وجادة صحيحة معمول بها عند الأئمة، وعليه فإنه إذا صح الإسناد إلى الحسن البصري؛ فحديثه عن سمرة محمول على الاتصال، وهو صحيح.
وسيأتي الكلام عن هذا الحديث بخصوصه في آخره إن شاء الله تعالى.
• وقد اختلف في هذا الحديث على يونس بن عبيد:
أ- فرواه إسماعيل ابن علية [وهو ثقة ثبت]، عن يونس به هكذا.
تابعه على رفعه: عبيد الله بن تمام [ضعفوه، روى عن يونس وغيره أحاديث منكرة. اللسان (٥/ ٣١٩)]، عن يونمس، عن الحسن، عن سمرة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسكت في الصلاة سكتتين.
أخرجه ابن المقرئ في المعجم (١٨٢).
ب- ورواه هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، قال: أنبأنا منصور ويونس، عن الحسن، عن سمرة بن جندب؛ أنه كان إذا صلى بهم سكت سكتتين: إذا افتتح الصلاة، وإذا قال: {وَلَا الضَّالِّينَ} سكت أيضًا هُنَيَّةً، فأنكروا ذلك عليه، فكتب إلى أُبيِّ بن كعب، فكتب إليهم أُبيٌّ: إن الأمر كما صنع سمرة.
وفي رواية الدارقطني: هشيم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن سمرة؛ أنه كان إذا افتتح الصلاة سكت هنيهة، وإذا قرأ: {وَلَا الضَّالِّينَ} سكت سكتةً، فأُنكِر ذلك عليه، فكُتِب في ذلك إلى أُبيِّ بن كعب، فكَتب: أن الأمر كما صنع سمرة.
أخرجه أحمد (٥/ ٢٣)، والدارقطني (١/ ٣٣٦)، ومن طريقه: البيهقي في القراءة خلف الإمام (٣٠٠).
هكذا وقع في رواية هشيم من فعل سمرة، موقوفًا عليه، لكن كتابة أُبي إليهم دالة على رفعها، فإن قوله: الأمر كما صنع سمرة؛ دالٌّ على ما عهدوه من صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ إنه مصدر التشريع لا غيره.
ج- ورواه يزيد بن زريع [ثقة ثبت]: حدثنا يونس، عن الحسن، عن سمرة، قال: كان إذا كبر سكت هُنيَّة، وإذا فرغ من قراءة السورة سكت هُنيَّة، فانكر ذلك عليه عمران بن حصين، فكتبوا إلى أُبيِّ بن كعب، فكتب أُبيٌّ يصدِّقه.
أخرجه أحمد (٥/ ١١ و ٢٣)، والبيهقي في القراءة خلف الإمام (٢٩٩).
هكذا رواه عن يزيد: عفان بن مسلم، ومحمد بن المنهال التميمي المجاشعي [وهما: ثقتان حافظان]، ويقال فيه مثل ما قيل في رواية هشيم.
ورواه البزار (١٠/ ٤٠٣/ ٤٥٤٢)، قال: حدثنا الفضيل بن الحسين، قال: نا يزيد بن