(٣/ ١١٨/ ١٣٤٠)، والطبراني في الكبير (٧/ ٢٢٦/ ٦٩٤٢)، والدارقطني (١/ ٣٠٩)، والبيهقي في المعرفة (٢/ ٥٨/ ٩٢٩)، وفي الخلافيات (٢/ ٤٦ - مختصره).
وأما ما رُوي عن عفان، قال: حدثنا حماد به، وفيه: سكتة إذا قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم [كما عند: الدارقطني والبيهقي في الخلافيات]، فهي رواية شاذة عن عفان، فضلًا عن شذوذها من حديث حماد بن سلمة، فقد رواه الأئمة الحفاظ [مثل: أبي بكر بن أبي شيبة وأحمد والدارمي، وتابعهم من الثقات: أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري] عن عفان، بلفظ: إذا دخل في الصلاة، وتابعه على هذا اللفظ جماعة ممن رواه عن حماد [مثل: أبي كامل، وهدبة، وشيبان]، وهو معنى ما روى بقية الرواة عن حماد، وعليه: فإن ذكر البسملة في هذا الحديث لا يثبت بحال؛ لتفرد: جعفر بن محمد بن شاكر بها، وهو وإن كان ثقة، إلا أنه لا يبلغ رتبة ابن أبي شيبة وأحمد والدارمي في الحفظ والإتقان، وضبط حديث عفان، فلم يتابع جعفر على هذه اللفظة، لا عن عفان، ولا ممن روى الحديث عن حماد، والله أعلم [وانظر: الطيوريات (٣٩٠)].
ومن رأى ثبوتها -على أنها مروية بالمعنى- فقد تأولها، قال النووي في المجموع (٣/ ٢٩٧): "قال الخطيب: فقوله: سكتة إذا قرأ بسم الله الرحمن الرحيم؛ يعني: إذا أراد أن يقرأ؛ لأن السكتة إنما هي قبل قراءة البسملة، لا بعدها" [وانظر أيضًا: الأحكام الكبير لابن كثير (٣/ ٥٨)، الفتح لابن رجب (٤/ ٣٦٩)].
وقال البيهقي في الخلافيات:"ورواة هذا الحديث كلهم ثقات، وكان علي بن المديني يثبت سماع الحسن من سمرة".
قلت: وهذا إسناد صحيح إلى الحسن البصري، وحميد الطويل من ثقات أصحاب الحسن، وفيه التصريح برفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
***
٢٧٧٨ - قال أبو داود: حدثنا أبو بكر بن خلاد: حدثنا خالد بن الحارث، عن أشعثَ، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه كان يسكُتُ سكتتين: إذا استفتح، وإذا فرغ من القراءة كلِّها، فذكر معنى [حديث] يونس.
• حديث صحيح.
أخرجه من طريق أبي داود: ابن عبد البر في التمهيد (١١/ ٤٢).
وهذا إسناد صحيح إلى الحسن البصري، أشعث هو: ابن عبد الملك الحمراني [انظر: التحفة (٣/ ٥٧٩/ ٤٥٧٦ - ط دار الغرب)]، وهو: ثقة، من أصحاب الحسن