وفي الكبرى (١/ ٤٧٠/ ٩٨٢)، وأحمد (٥/ ٥٤)، والروياني (٨٨٤)، والبيهقي (٢/ ٥٢)، وابن عبد البر في الإنصاف (٦)، والخطيب في الموضح (٢/ ٣٧٢).
وقد تقدم ذكر الاختلاف في هذا الإسناد على أبي نعامة، وأن المحفوظ فيه: أنه عن أبي نعامة، عن ابن عبد الله بن مغفل، عن أبيه [انظر: الطريق الثامنة من طرق حديث أنس].
وانظر فيمن وهم فيه على أبي نعامة، فأسقط ذكر ابن عبد الله بن مغفل من الإسناد: التاريخ الكبير (٨/ ٤٤٢)، طبقات المحدثين بأصبهان (٣/ ٧).
قال الترمذي: "حديث عبد الله بن مغفل: حديث حسن".
وقال البيهقي في السنن: "وأبو نعامة قيس بن عباية: لم يحتج به الشيخان، والله أعلم".
وقال في الخلافيات (٢/ ٦١ - مختصره): "ابن مغفل لا نعرفه بما يثبت به حديثه"، وأعله أيضًا بالاختلاف على أبي نعامة.
وقال في المعرفة (١/ ٥٢٦): "وابن عبد الله بن مغفل وأبو نعامة: لم يحتج بهما صاحبا الصحيح".
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (١/ ٤٥٥): "حديث ضعيف؛ لأنه لم يُعرف ابن عبد الله بن مغفل".
وقال في التمهيد: "قيس بن عباية هذا هو أبو نعامة الحنفي، وهو ثقة، لكن ابن عبد الله بن مغفل غير معروف بحمل العلم، مجهول، لم يرو عنه أحد غير أبي نعامة هذا".
وقال في الإنصاف (٣) بعد أن وثَّق أبا نعامة والجريري: "وأما ابن عبد الله بن مغفل فلم يرو عنه أحد إلا أبو نعامة قيس بن عباية فيما علمت، ومن لم يرو عنه إلا رجل واحد فهو مجهول عندهم، والمجهول لا تقوم به حجة".
وقال النووي في المجموع (٣/ ٣٠٠): "فقال أصحابنا والحفاظ: هو حديث ضعيف؛ لأن ابن عبد الله بن مغفل مجهول، قال ابن خزيمة: هذا الحديث غير صحيح من جهة النقل؛ لأن ابن عبد الله مجهول"، ثم نقل ذلك أيضًا عن ابن عبد البر والخطيب البغدادي.
وقال النووي في الخلاصة (١١٣٩): "رواه النسائي والترمذي، وقال: حديث حسن، ولكن أنكره عليه الحفاظ، وقالوا: هو حديث ضعيف؛ لأن مداره على ابن عبد الله بن مغفل، وهو مجهول، وممن صرح بهذا: ابن خزيمة، وابن عبد البر، والخطيب البغدادي، وآخرون، ونُسِب الترمذي فيه إلى التساهل" [وانظر: نصب الراية (١/ ٣٣٢)].
قلت: تحسين الترمذي للحديث إنما هو على شرطه، وإنه من قسم الضعيف عنده، وقد سبق أن ذكرت ذلك مرارًا، فإن تحسين الترمذي للحديث ليس دليلًا على ثبوت الحديث عنده، وإنما الأصل فيه أنه داخل في قسم الضعيف حتى يأتي دليل على تقويته، وهو كما قال الذهبي في الميزان (٤/ ٤١٦): "فلا يغتر بتحسين الترمذي، فعند المحاققة