رواه عن أبي إسحاق به هكذا: شعبة، وسفيان الثوري، وإسرائيل، وأبو الأحوص، ومحمد بن أبان، وعمر بن أبي زائدة، والحسن بن صالح، وعثمان بن زريق، وشريك [وفيهم أثبت أصحاب أبي إسحاق].
وهدا إسناد صحيح.
خالفهم: يزيد بن عطاء اليشكري [لين الحديث. التقريب (١٠٨٠)]، فرواه عن أبي إسحاق، عن سعيد بن أبي كرب وعبد الله بن مرثد، عن جابر بن عبد الله به مرفوعًا.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٢٠٩)، وأحمد (٣/ ٣٩٣)، وأبو يعلى في المعجم (١٥).
وعبد الله بن مرثد هذا: لا يُدرى من هو [التعجيل (٥٨٢)، الإكمال (٤٨٠)]، والإسناد إليه لا يصح، بل منكر لمخالفته رواية الثقات من أصحاب أبي إسحاق.
وكذلك ما رواه أبو جابر محمد بن عبد الملك الأزدي [قال أبو حاتم: "ليس بقوي"، وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل (٨/ ٥)، الميزان (٣/ ٦٣٢)، اللسان (٥/ ٣٠١)]، قال: نا يونس بن أبي إسحاق، عن أي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن جابر به مرفوعًا.
أخرجه الفاكهي في فوائده (١٥٨).
وعبد الله بن خليفة، قال الذهبي في الميزان (٢/ ٤١٤): "لا يكاد يعرف"، وفي التقريب (٥٠٣): "مقبول"، وهو الكوفي الهمداني: مجهول. ولا يصح إسناده، وهو منكر كالذي قبله.
• وأما الطريق الثانية:
فيرويها الأعمش، عن أبي سفيان، عن جاج، قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومًا يتوضؤون فلم يمس أعقابهم الماء، فقال: "ويل للأعقاب من النار".
أخرجه أحمد (٣/ ٣١٦)، وأبو عوانة (١/ ٢١٢/ ٦٨٩)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٢/ ٢٦٨)، وأبو يعلى (٤/ ٢٠١ / ٢٣٠٨)، وابن جرير (١١٥٢٠ و ١١٥٢١)، والطبراني في الصغير (٢/ ٦٠/ ٧٨١).
وهذا إسناد صحيح، لولا أن طلحة بن نافع أبا سفيان: روايته عن جابر وجادة، لم يسمع منه إلا أربعة أحاديث، وليس هذا منها، والباقي صحيفة أخذها، وهي صحيفة سليمان بن قيس اليشكري كانت عند امرأته بعد موته، فأخذها أصحاب جابر، ومنهم: أبو الزبير وأبو سفيان، وهي وجادة صحيحة احتج بها مسلم، واستشهد بها البخاري.
فإذا ضُم هذا الإسناد إلى الَّذي قبله: زاده صحة، فإن سعيد بن أبي كَرِب: قال أبو زرعة: "ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه اثنان، وأما قول ابن المديني: "لم يرو عنه غير أبي إسحاق، وهو مجهول"؛ فيرده ما أخرجه أبو عبيد في الطهور (٣٦٨) قال: حدثنا حسان بن عبد الله، عن ابن لهيعة، عن عبد ربه بن سعيد، عن سليمان بن كيسان، عن سعيد بن أبي كرب، عن جابر به مرفوعًا.