قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وهو سُنَّة صحيحة غريبة؛ أن الإمام يسجد فيما يسِرُّ بالقراءة مثل سجوده فيما يُعلِن".
قال ابن حجر في نتائج الأفكار (١/ ٤٤٢): "وجرى الحاكم على ظاهر الإسناد"، ثم ذكر قوله، ثم قال: "وليس كما قال لهذه العلة"؛ يعني: عدم سماع التيمي له من أبي مجلز، وأن أمية لا يُعرف.
• ورواه معتمر بن سليمان التيمي، واختلف عليه:
١ - فرواه عبد الرزاق [ثقة حافظ]، عن ابن التيمي، عن أبيه، عن أبي مجلز؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في صلاة الظهر، ثم قام فقرأ، فيرون أنه قرأ: {الم (١) تَنْزِيلُ} وهو يصلي بأصحابه.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ١٠٥/ ٢٦٧٨).
٢ - ورواه ابن أبي شيبة [ثقة حافظ]، قال: حدثنا معتمر، عن أبيه، قال: بلغني عن أبي مجلز؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في صلاة الظهر فسجد، فرأوا أنه قرأ: {الم (١) تَنْزِيلُ} السجدة.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٨١/ ٤٣٨٥).
٣ - ورواه سعيد بن منصور [ثقة حافظ]، عن معتمر، عن أبيه، عن أمية، عن أبي مجلز مرسلًا، ومرة لم يذكر: أمية.
أخرجه حرب الكرماني في مسائله (١٣٤)، وذكره الدارقطني في العلل (١٣/ ٢٤٣/ ٣١٤١).
٤ - ورواه محمد بن عيسى بن نجيح [ابن الطباع: ثقة حافظ]، ويحيى بن معين [ثقة حافظ، إمام]، ويحيى بن داود الواسطي [ثقة]:
ثلاثتهم عن معتمر بن سليمان، عن سليمان التيمي، عن أمية [وفي رواية عن ابن معين: عن مَيَّة]، عن أبي مجلز، عن ابن عمر.
أخرجه أبو داود (٨٠٧)، والبيهقي في السنن (٢/ ٣٢٢)، وفي المعرفة (٢/ ١٦٠/ ١١٢٢)، وذكره الدارقطني في العلل (١٣/ ٢٤٣/ ٣١٤١).
هكذا اختلف الحفاظ على معتمر بن سليمان:
فرواه ثلاثة من كبار الحفاظ مرسلًا بدون ذكر ابن عمر، ورواه ثلاثة آخرون بإثباته موصولًا، ورووه أيضًا بإثبات الواسطة بين التيمي وأبي مجلز، وسموه أمية، وروي عن سعيد بن منصور الوجهان، وأسقط عبد الرزاق الواسطة، وأثبت الانقطاعَ ابنُ أبي شيبة بلاغًا.
وأخشى أن يكون هذا اضطرابًا من المعتمر في الوصل والإرسال، والاتصال والانقطاع، لا سيما وقد تفرد بتسمية الواسطة، ولم يتابع على ذلك من بقية الحفاظ الذين رووا الحديث عن سليمان التيمي.