أنها كانت إذا سمعت أحدًا يقرأ: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} قالت: - صلى الله عليه وسلم - قرأ في المغرب بالمرسلات، ثم لم يصل لنا عشاءً حتى قبضه الله.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ٢٣٥/ ٦٢٨٠)، وفي الكبير (٢٥/ ٢٣/ ٣٣).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الزهري عن أبي رشدين -وهو كريب- إلا أسامة بن زيد.
ورواه الناس عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن أمه أم الفضل".
قلت: هو حديث منكر بهذا الإسناد؛ ولم يكن أسامة ثقة حافظًا يعتمد على حفظه، وقد خالف في هذا الحديث جبالَ الحفظ والإتقان، وأثبتَ الناس في الزهري، وأحفظهم لحديثه، وأطولهم له ملازمة، مع كمال الضبط، مثل: مالك، وابن عيينة، ومعمر، ويونس، وعقيل، وصالح بن كيسان.
فأين أسامة بن زيد الليثي من هؤلاء! والذي لو خالف واحدًا منهم لحكم علي روايته بالشذوذ، فكيف وقد اجتمعوا؟! وأين هو من أصحاب الزهري" [راجع ترجمته عند الحديث رقم (٣٩٤)].
وانظر أيضًا: أطراف الغرائب والأفراد (٤/ ٣٥٥/ ٤٤٦٧).
• إسناد آخر وهم فيه راويه، ودخل له حديث في حديث:
يرويه موسى بن داود، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن حميد، عن أنس، عن أم الفضل بنت الحارث، قالت: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته المغربَ [متوشحًا في ثوبٍ]، فقرأ المرسلات، ما صلى بعدها صلاةً حتى قُبِض - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه النسائي في المجتبى (٢/ ١٦٨/ ٩٨٥)، وفي الكبرى (٢/ ١٥/ ١٠٥٩)، وأحمد (٦/ ٣٣٨)، وابن سعد في الطبقات (١/ ٤٦٢)، والبلاذري في أنساب الأشراف (١/ ٢٣٩)، والطحاوي (١/ ٢١١)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ٢١/ ٢٥)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٦/ ٣٤٣٧/ ٧٨٢٧)، والبيهقي (٣/ ٦٦ و ٦٧)، وابن عبد البر في التمهيد (٩/ ٢٣).
وقد رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٦/ ٣٤٣٧/ ٧٨٢٧) من طريق بشر بن الوليد الكندي الفقيه [وهو صدوق، لكنه خرف، وصار لا يعقل ما يحدث به. تاريخ بغداد (٧/ ٨٠)، اللسان (٢/ ٣١٦)]، مقرونًا بحديث موسى بن داود، كلاهما عن الماجشون به، ولم يبين أبو نعيم لفظ بشر بن الوليد من لفظ موسى، والحديث مشهور عن موسى بن داود، وبه يُعرف.
وهو حديث معلول، دخل فيه لموسى بن داود حديث في حديث، أدخل حديث أم الفضل هذا، في حديث حميد عن أنس في صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثوب واحد، وجعلهما حديثًا واحدًا:
أما حديث أم الفضل: فهو ما رواه ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -، أن أمَّ الفضل بنت الحارث، قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بـ {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا}، ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه الله.