مشهور بالتدليس، وقد عنعنه، ولم يصرح بالسماع، وإنما كانوا يردونه لأمر آخر، يعودون به على المدلِّس بأنه قد دلس هذا الحديث بعينه، حيث لم يذكر فيه سماعًا، بل قد يعِلُّون الحديث بالتدليس مع وجود التصريح بالسماع، ومرجع ذلك عندهم إلى مقارنة الروايات بعضها ببعض، وجمع طرق الحديث الواحد حتَّى يتبين موضع الخلل فيه، ومعرفتهم بأحوال الرواة، وشيوخهم وتلاميذهم، وغير ذلك [انظر مثلًا: تاريخ الدوري (٣/ ٤٥٢/ ٢٢٢٢) و (٤/ ٢٠٤/ ٣٩٦٥) و (٤/ ٣٨٩/ ٤٩٢٦)، العلل ومعرفة الرجال (١/ ١٩١/ ١٧٦) و (١/ ٣٤٧/ ٦٤٤) و (١/ ٣٧٦/ ٧٢٣) و (٢/ ٢٥٢/ ٢١٥٥)، التاريخ الكبير (١/ ٧٤)، سنن أبي داود (٤٣٩١)، جامع الترمذي (١٠٩٦ و ١٢٨٦ و ١٤٢٥ و ٣٤٧٥ و ٣٦٦٢)، علل الترمذي الكبير (١٧١ و ٢٢٨ و ٣٣٧ و ٣٣٨ و ٥٢٩)، السنن الصغرى للنسائي (٨/ ٣٢١ / ٥٦٨٦)، السنن الكبرى للنسائي (٣/ ٦٣٠/ ٣١٣٣)، صحيح ابن خزيمة (٣٧ و ١٣٧ و ١٠٩٥ و ١٠٩٦)، صحيح أبي عوانة (٣/ ٤٠٥/ ٥٤٩٣ - ٥٤٩٦)، الأوسط لابن المنذر (٢٧٣٩)، الجرح والتعديل (٦/ ١٢٤)، علل الحديث لابن أبي حاتم (٩ و ١٠٩ و ٦٤٥ و ٧٣١ و ٧٩٤ و ٩٦٨ و ١١٠٤ و ١٢١٩ و ١٢٥٩ و ١٨٠٣ و ١٨٧٠ و ١٨٧١ و ١٨٧٩ و ١٩٥٧ و ٢٠٧٨ و ٢٠٨٧ و ٢١١٩ و ٢٢٥٥ و ٢٢٧٥ و ٢٣٩٤ و ٢٤٦٣ و ٢٥٧٩)، الكامل لابن عدي (٢/ ١٤١ و ٣١٩) و (٧/ ٥)، علل الدارقطني (٢/ ١٦٩/ ١٩٥) و (٦/ ٢٨/ ٩٥٨) و (٨/ ٢٠٤/ ١٥١٣) و (١٠/ ٩٥/ ١٨٨٨) و (١٥/ ١٠٧/ ٣٨٦٧)، سنن الدارقطني (١/ ١٥٨) و (٣/ ٢٠١ و ٢٥١)، سنن البيهقي (٣/ ٣٢٧) و (٥/ ٢٣٠) و (٦/ ١٣٦) و (٧/ ١٥٧)، مختصر الخلافيات (٣/ ٣٥٤)، معرفة علوم الحديث (١٠٣)، الكفاية (٣٥٨ و ٣٦٥)، تاريخ بغداد (١٣/ ٨٠)، الفتح لابن حجر (٨/ ٤٦٢)، وغيرها كثير جدًّا] [وانظر أيضًا: حديث كفارة المجلس في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (٣٠٠)، تخريج سنن أبي داود هذا (١١ و ٢٣ و ٤٤ و ٦٧ و ٨٣ و ١٣٣ و ١٧٣ و ١٨٠ و ٢٠١ و ٢٠٤ و ٢٣٦ و ٣٥٦ و ٣٧٢ و ٣٨٦ و ٤٢٤ و ٤٢٩ و ٤٦١ و ٤٨٩ و ٤٩٢ و ٤٩٩ و ٥١٨ و ٥٥٩ و ٥٦٧ و ٥٨٤ و ٦٣٠ و ٦٥٣ و ٦٦٨ و ٦٨٤ و ٧٠٣ و ٧١٧) وغيرها].
بل لقد أخرج الشيخان في صحيحيهما وغيرُهما من أرباب الصحاح أحاديثَ بعض المدلِّسين معنعنةً، ولم يُعثر لها على طرقٍ صَرَّحُوا فيها بالسماع، مما يدل على أنهم قبلوها معنعنة لعدم وقوع التدليس فيها، وأنهم كانوا يرونها محمولة على الاتصال حتَّى يظهر فيها الانقطاع، وهذه من المسائل التي كثُر فيها الأخذ والرد من غير طائل، قال ابن حجر:"بل في الصحيحين وغيرهما جملة كثيرة من أحاديث المدلِّسين بالعنعنة" [انظر: النكت للزركشي (٢/ ٩٢ - ٩٧)، الشذا الفياح (١/ ١٧٧)، النكت لابن حجر (٢/ ٦٣٤ - ٦٤٤)، فتح المغيث (١/ ١٨٣)].
• فإن قيل: ابن إسحاق مشهور بكثرة التدليس، كما صرح بذلك الإمام أحمد، وعليه فيلزمكم عدم قبول حديثه حتَّى يصرح بالسماع في كل حديث حديث، وذلك لقول ابن المديني، فيما نقله عنه يعقوب: