يقرأ في المغرب بقصار المفصَّل، وإنما تلفظ بالتشبيه، وهو لا يستلزم المساواة في جميع صفات الصلاة، والله أعلم".
هكذا رواه مختصرًا فوهم: زيد بن الحباب، وهو: صدوق، ورواه تامًّا على الصواب باللفظ المتقدم: عبد الله بن الحارث بن عبد الملك المخزومي [ثقة]، وأبو بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي [ثقة]، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك [صدوق]، والمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله المخزومي [لا بأس به]، وعثمان بن مكتل [ثقة. الجرح والتعديل (٦/ ١٦٩)، الثقات (٨/ ٤٥٢)، صحيح ابن خزيمة (١٢٩٣)، صحيح أبي عوانة (١/ ٣٢٦/ ١١٥٥)، علل الدارقطني (١١/ ٢٣/ ٢٠٩٧)، إكمال ابن ماكولا (٧/ ٢٢١)].
وحديث أبي هريرة: حديث صحيح؛ إسناده صحيح على شرط مسلم [انظر: صحيح مسلم (١٥٢٨)]، وصححه ابن خزيمة وابن حبان، واحتج به النسائي.
وقد ترجم له النسائي بقوله: "باب القراءة في المغرب بقصار المفصَّل".
• وفي روايةٍ لأبي بكر الحنفي عن الضحاك: قال الضحاك: وحدثني من سمع أَنس بن مالك، يقول: ما رأيت أحدًا أشبهَ صلاةً بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا الفتى؛ يعني: عمر بن عبد العزيز، قال الضحاك: فصليت خلف عمر بن عبد العزيز، وكان يصنع مثل ما قال سليمان بن يسار.
أخرجه أحمد (٢/ ٣٢٩)، والبيهقي (٢/ ٣٨٨).
ووصله ابن أبي فديك، فرواه عن الضحاك بن عثمان، عن يحيى بن سعيد، أو: عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أَنس بن مالك، قال: ما صليت وراء أحدٍ أشبهَ صلاةً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا الفتى؛ يعني: عمر بن عبد العزيز، قال الضحاك: فكنت أصلي وراءه، فيطيل الأوليين من الظهر، ويخفُّ الأخريين، ويخفُّ العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصَّل، ويقرأ في العشاء بوسط المفصَّل، ويقرأ في الصبح بطوال المفصَّل.
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٥/ ٣٣٢)، وأبو طاهر المخلص في السادس من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٢٤٥) (١٢٦٤ - المخلصيات)، والذهبي في السير (١٠/ ٦٦٦).
لكن روى إسماعيل بن داود بن مخراق [منكر الحديث، يروي عن مالك بن أَنس وأهل المدينة، قال ابن حبان: "يسرق الحديث ويسويه"، اللسان (٢/ ١١٩)، المجروحين (١/ ١٢٩)]، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن أَنس بن مالك، قال: ما صليت خلف أحد أشبه برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا الفتى، يعني: عمر بن عبد العزيز.
أخرجه ابن حبان في المجروحين (١/ ١٢٩)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٢/ ٢٢٥).
قال ابن حبان: "وهذا خبر باطل؛ ليس من حديث مالك، ولا من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، إنما رواه شريك بن أبي نمر عن أَنس فقط".