(٢/ ٢٥٣): "وأما ما أخرجه ابن خزيمة من طريق ابن وهب، عن مالك وابن لهيعة جميعًا، عن أبي الأسود في هذا الحديث، قال فيه: قالت: وهو يقرأ في العشاء الآخرة؛ فشاذ، وأظن سياقه لفظ ابن لهيعة؛ لأنَّ ابن وهب رواه في الموطأ عن مالك، فلم يعين الصلاة كما رواه أصحاب مالك كلهم، أخرجه الدارقطني في الموطآت له من طرق كثيرة عن مالك، منها رواية ابن وهب المذكورة، وإذا تقرر ذلك: فابن لهيعة لا يحتج به إذا انفرد، فكيف إذا خالف".
١٠ - حديث رفاعة الأنصاري:
قال الطبراني في الكبير (٥/ ٤٣/ ٤٥٣٨): حدثنا المقدام بن داود: ثنا أسد بن موسى [صدوق]: ثنا ابن لهيعة: ثنا عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن عبد الله بن الأشجِّ، عن خلاد بن السائب، عن رفاعة الأنصاري؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يُقرَأ في الصبح بدون عشرين آيةً، ولا يُقرَأُ في العشاء بدون عَشْرِ آياتٍ".
ثم رواه مقدام مرة أخرى، فقال: نا عبد الغفار بن داود أبو صالح الحراني [ثقة فقيه]: ثنا ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سالم بن خلاد، عن رفاعة بن رافع الأنصاري، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يقرأ في صلاة الصبح بأقل من عشرين آية، ولا يقرأ في صلاة العشاء دون عشر آيات.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٨/ ٣٦٧/ ٨٨٩٥).
قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن رفاعة بن رافع إلا بهذا الإسناد، تفرد به: ابن لهيعة".
وقال ابن رجب في الفتح (٤/ ٤٤٨): "وروى ابن لهيعة، عن ابن أبي جعفر، عن خلاد بن السائب، عن أبي قتادة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يُقرَأُ في الصبح دون عشرين آية، ولا في العشاء دون عَشْرِ آياتٍ"، خرجه أبو الشيخ الأصبهاني، وهو غريب".
وقال ابن كثير في الأحكام الكبير (٣/ ١٦١): "غريب جدًّا".
قلت: هو إسناد غريب جدًّا، وهو مضطرب سندًا ومتنًا، ولا أدري هل التخليط فيه من قِبَل ابن لهيعة؛ فإنه ضعيف؛ أو من المقدام بن داود الرعيني؛ فإنه: ضعيف؛ واتّهم [راجع ترجمته تحت الحديث المتقدم برقم (٢٣٦)، وبرقم (٧٢٨)، طريق رقم (١٤)]، وهو حديث منكر، والله أعلم.
• وحاصل ما صح من أحاديث القراءة في العشاء: أن يُقرأ فيها بأواسط المفصَّل، نحو: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}، {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، {وَالسَّمَاءُ وَالطَّارِقِ}، {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}، {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، فإن قرأ فيها بقصار المفصَّل، نحو: {وَالضُّحَى}، فلا حرج، وأما في السفر: فيُقرأ فيها بقصار المفصَّل، نحو: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}، والله أعلم.
قال الترمذي بعد حديث بريدة: "وقد رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنس قرأ في العشاء الآخرة بـ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}، ورُوي عن عثمان بن عفان أنَّه كان يقرأ في العشاء بسور من أوساط