للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحجاج، والمفضل بن يونس، ومبشر بن إسماعيل الحلبي، وبشر بن بكر التنيسي، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري، وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين [وهم ثقات في الجملة]، ويحيى بن عبد الله البابلتي [ضعيف]:

عن الأوزاعي، قال: حدثني الزهري، عن سعيد بن المسيب، أنَّه سمع أبا هريرة، يقول: قرأ ناس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة يجهر فيها بالقراءة، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل عليهم، فقال: "هل قرأ معي منكم أحد آنفًا؟ "، قالوا: نعم يا رسول الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إني لأقول] ما لي أنازع القرآن؟ ".

قال الزهري: فاتعظ المسلمون [بذلك]، فلم يكونوا يقرؤون معه فيما جهر به. أدرجه المفصَّل، وفصله الآخرون.

وانفرد عنهم ابن أبي العشرين بقوله: فلم يكونوا يقرؤون إلا بأُم القرآن، فوهم في هذا الاستثناء.

أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط (١/ ١٧٧/ ٨٢٦)، وابن حبان (٥/ ١٦٠/ ١٨٥٠)، والبزار (١٤/ ٢٠٣/ ٧٧٥٩)، وأبو يعلى (١٠/ ٢٥٣/ ٥٨٦١)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٢١٧)، وفي أحكام القرآن (١/ ٢٤٩/ ٤٩٧)، وأبو نعيم في الحلية (٩/ ٣٢٠)، والبيهقي في السنن (٢/ ١٥٨)، وفي القراءة (٣٢٢)، والخطيب في المدرج (١/ ٣٢٨ - ٣٣٠).

• ورواه الوليد بن مسلم، فعلم أن الأوزاعي قد وهم فيه، فأبهم الواسطة تنبيلًا للأوزاعي عن هذا الوهم:

قال الوليد: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن من سمع أبا هريرة، يقول: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةً، فجهر فيها بالقراءة، فلما سلم قال: "هل قرأ معي منكم أحد آنفًا؟ " قالوا: نعم يا رسول الله، قال: "إني أقول ما لي أنازع القرآن؟ ".

قال الزهري: فانتهى المسلمون، فلم يكونوا يقرؤون معه.

أخرجه ابن حبان (٥/ ١٦١/ ١٨٥١).

قال ابن حبان: "هذا خبر مشهور للزهري - من رواية أصحابه - عن ابن أكيمة عن أبي هريرة، ووهم فيه الأوزاعي - إذ الجواد يعثر - فقال: عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فعلم الوليد بن مسلم أنَّه وهم، فقال: عن من سمع أبا هريرة، ولم يذكر سعيدًا، وأما قول الزهري: فانتهى الناس عن القراءة، أراد به رفع الصوت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اتباعًا منهم لزجره - صلى الله عليه وسلم - عن رفع الصوت والإمام يجهر بالقراءة، في قوله: "ما لي أنازع القرآن".

قلت: في رواية الأوزاعي هذه تكلم الأئمة النقاد على مسألتين:

• الأُولى: كون الأوزاعي فصل آخر الحديث فجعله من قول الزهري، لا من قول أبي هريرة، وقد تتابع الأئمة على القول بذلك، وإن كان عامة أصحاب الزهري قد رووه عنه مدرجًا، وهاك أقوالهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>