قال أبو داود: "سمعت محمد بن يحيى بن فارس، قال: قوله: فانتهى الناس، من كلام الزهري".
وفي مسائل صالح بن أحمد (٦٨٧)، سئل الإمام أحمد عن هذا الحديث، فذكر بعض الاختلاف على الزهري، ثم قال: "فالذي نرى أن قوله: فانتهى الناس عن القراءة: أنَّه قول الزهري"، واعتمد في ذلك على رواية ابن عيينة عن معمر، وعلى كون عبد الرحمن بن إسحاق رواه عن الزهري فانتهى إلى قوله: "ما لي أنازع القرآن"، ولم يزد عليه.
وقال البخاري: "وهو من كلام الزهري، ... ، وأدرجوه في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليس هو من حديث أبي هريرة، والمعروف عن أبي هريرة أنَّه كان يأمر بالقراءة، قال أبو السائب: قال لي أبو هريرة: اقرأ بها في نفسك يا فارسي".
وقال في الكنى (٣٨): "وقال بعضهم: هذا قول الزهري، وقال بعضهم: هذا قول ابن أكيمة، والصحيح: قول الزهري".
وقال ابن حبان (٥/ ١٦١): "هذا الكلام الأخير: فانتهى الناس عن القراءة واتعظ المسلمون بذلك، إنما هو قول الزهري، لا من كلام أبي هريرة".
وقال البيهقي: "رواية ابن عيينة عن معمر دالة على كونه من قول الزهري، وكذلك انتهاء الليث بن سعد -وهو من الحفاظ الأثبات الفقهاء- مع ابن جريج برواية الحديث عن الزهري إلى قوله: "ما لي أنازع القرآن؟ " ودليل على أن ما بعده ليس في الحديث، وأنه من قول الزهري، وقد رواه الأوزاعي عن الزهري ففصل كلام الزهري من الحديث بفصل ظاهر؛ غير أنَّه غلط في إسناد الحديث".
وقال في السنن: "حفظ الأوزاعي كون هذا الكلام من قول الزهري ففصله عن الحديث؛ إلا أنَّه لم يحفظ إسناده، الصواب: ما رواه ابن عيينة عن الزهري، قال: سمعت ابن أكيمة يحدث سعيد بن المسيب، وكذلك قاله يونس بن يزيد الأيلي".
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (١/ ٤٦٤): "وأما قوله في هذا الحديث: فانتهى الناس عن القراءة، إلى آخر الحديث، فأكثر رواة ابن شهاب عنه لهذا الحديث يجعلونه كلام ابن شهاب، ومنهم من يجعله كلام أبي هريرة".
وقال الخطيب في المدرج (١/ ٣٢٣): "والصحيح أنَّه كلام ابن شهاب الزهري".
وقال الخطابي في المعالم (١/ ١٧٨): "قوله: فانتهى الناس عن القراءة: من كلام الزهري، لا من كلام أبي هريرة".
• الثانية: أن الأوزاعي قد وهم في إسناد هذا الحديث حيث جعله عن سعيد بن المسيب؛ وإنما الحديث لابن أكيمة، وهذا أيضًا مما أجمع عليه النقاد:
قال البخاري: "وقال بعضهم: الزهري عن سعيد عن أبي هريرة، ولا يصح عن سعيد".