للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإن سلم منه؛ فإن عاصمًا العمري: ضعيف، فلا يصح، والله أعلم.

ومما احتج به الحنفية على عدم وجوب القراءة على المأموم بإطلاقٍ حتى في الصلاة السرية؛ حديث: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة"، وهو مروي عن عدد من الصحابة، منهم:

٨ - حديث جابر:

وهو حديث يرويه: أبو حنيفة، عن [أبي الحسن] موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن جابر بن عبد الله، قال: صلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وخلفه رجل يقرأ، فنهاه رجل من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما انصرف تنازعا، فقال: أتنهاني عن القراءة خلف رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فتنازعا حتى بلغ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى خلف إمامٍ فإن قراءته له قراءة".

أخرجه محمد بن الحسن في زياداته على موطأ مالك (١١٧)، وفي الآثار (١/ ١١١/ ٨٦)، وفي الحجة على أهل المدينة (١٨/ ١١ - ١١٩)، وابن عدي في الكامل (٧/ ١٠ و ١١)، والدارقطني في السنن (١/ ٣٢٣ و ٣٢٤)، وفي العلل (١٣/ ٣٧٣/ ٣٢٦١)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (١/ ١٣٢) [وفي سنده تصحيف وسقط]، وأبو نعيم في مسند أبي حنيفة (٢٢٦ - ٢٢٨)، والبيهقي في السنن (٢/ ١٥٩)، وفي القراءة (٣٣٥)، وفي المعرفة (٢/ ٤٩/ ٩١٥)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (١/ ٥٤٤ - ٥٤٥)، وفي الموضح (٢/ ٤٦١ و ٤٦٢).

هكذا رواه عن أبي حنيفة بهذا اللفظ: أسد بن عمرو البجلي [هو ابن عامر أبو المنذر: ليس بالقوي. اللسان (٢/ ٩٠)]، ومحمد بن الحسن الشيباني [ضعيف، كذبه ابن معين. انظر: اللسان (٧/ ٦٠) وغيره]، والحسن بن زياد اللؤلؤي [كذاب. اللسان (٣/ ٤٨)]، وعبد الله بن يزيد المقرئ [ثقة]، ومكي بن إبراهيم [ثقة ثبت]، وإسحاق بن يوسف الأزرق [ثقة] [رواه مختصرًا بدون القصة، بلفظ: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة"]، وابن إسحاق [صدوق، لكن في الإسناد إليه من اتُّهم]، وإبراهيم بن طهمان [ثقة يُغرب، وفي الإسناد إليه من لا يُعرف]، وسعد بن الصلت [هو جد شاذان لأمه، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٤/ ٨٦)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات (٦/ ٣٧٨)، وقال: "ربما أغرب"، وقال الذهبي في السير (٩/ ٣١٧): "هو صالح الحديث، وما علمت لأحد فيه جرحًا"، قلت: هو كثير التفرد عن المشاهير، وله مناكير وغرائب، والراوي عنه: إسحاق بن إبراهيم، المعروف بشاذان: صدوق، له مناكير وغرائب. اللسان (٢/ ٣٣)].

قال المقرئ: "أنا لا أقول: عن جابر، أبو حنيفة يقول، أنا بريء من عهدته" [الكامل (٧/ ١١)].

وفي كلام أبي عبد الرحمن المقرئ هذا دلالة على أن الصواب في هذا الحديث

<<  <  ج: ص:  >  >>