٣٣١ - ، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (٢٧٦١)، والطحاوي (١/ ٢٢٠ و ٣٥٢)[وسقط من إسناده ابن خصيفة، فلا أدري أوهمًا من الراوي، أم غير ذلك؟]، وأبو الفضل الزهري في حديثه (٢٨٥)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٣٥٤ و ١٣٥٥)، والبيهقي في السنن (٢/ ١٦٣)، وابن عبد البر في التمهيد (١٩/ ١٢٧).
منهم من رواه بتمامه، وأكثرهم اقتصر منه على المرفوع في قصة السجود، ومنهم من اقتصر منه على الموقوف في القراءة مع الإمام.
وفي رواية زهير بن محمد التميمي عن ابن خصيفة [عند أبي الفضل الزهري]: لا أقرأ مع الإمام في شيء من الصلوات.
وهي شاذة، فقد رواه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، وهو مدني، ثقة ثبت، بدون هذه الزيادة، والتميمي من الغرباء، والراوي عنه أبو عامر العقدي، وروايته عنه مستقيمة؛ إلا أن التميمي كان في حفظه شيء، فقد روى عنه أهل الشام مناكير [التهذيب (١/ ٦٣٩)]، ورواه أيضًا عبد الرحمن بن إسحاق المدني عن ابن قسيط بدونها [عند ابن أبي شيبة]، فقال:"لا قراءة خلف الإمام".
ويمكن حمل قول زيد هذا على أن المأموم لا يقرأ مع الإمام طالما كان يسمع صوته في شيء من القرآن سواء أكان فاتحة الكتاب أم السورة، فإن الإمام حينئذ يكفي المأموم، وقد أُمر المأموم حينئذ بالإنصات والاستماع لقراءة الإمام، وحرف الجر "مع" يعطي هذا المعنى ويقويه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"وهذا يتناول القراءة معه في الجهر؛ كما قال الزهري: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يجهر فيه، وأما في صلاة المخافتة فلا يقال: قرأ معه، كما لا يقال أن أحد المأمومين يقرأ مع الآخر، وكما لا يقال أنه استفتح معه، وتشهد معه، وسبح معه في الركوع والسجود" [المجموع (٢٣/ ٣٠٣)].
وقال أيضًا (٢٣/ ٣٢٣): "وقوله: "مع الإمام" إنما يتناول من قرأ معه حال الجهر، فأما حال المخافتة فلا هذا يقرأ مع هذا ولا هذا مع هذا، وكلام زيد هذا ينفى الإيجاب والاستحباب، ويثبت النهي والكراهة".
وانظر فيمن تأوله: شرح النووي على صحيح مسلم (٥/ ٧٥).
• فإن قيل: رواه عبد الله بن وهب، قال: أخبرني مخرمة بن بغير، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن ثابت، سمعه يقول: لا تقرأ خلف الإمام في شيء من الصلوات.
أخرجه الطحاوي (١/ ٢١٩).
فيقال: إسناده صحيح على شرط مسلم، ومخرمة: لم يسمع من أبيه شيئًا، وروايته عنه إنما هي من كتاب أبيه وجادة [تقدم الكلام عليه تحت الحديث المتقدم برقم (٢٠٧)] [وانظر: تخريج أحاديث الذكر والدعاء برقم (٤٥٩)(٣/ ٩٩٩) و (٥٢٩)(٣/ ١٠٨١ - ١٠٨٢)]، وكثيرًا ما يدخل الخلل والوهم والخطأ على المحدث إذا روى من صحيفة