القاسم الحسن بن منصور الإمام بحمص [ذكره المصنف في الكنى (٢٦)، وقال:"أدرك محمد بن عوف، وحدث عن علي بن الحسن بن معروف"، وقد روى عنه جماعة من المصنفين، مثل: ابن منده وتمام وأبي نعيم الأصبهاني]: حدثنا الحسن بن علي بن معروف [كذا قال، وقد انقلب اسمه على ابن منده، أو على شيخه، وإنما هو: علي بن الحسن بن معروف القصاع الحمصي، روى له ابن منده في مواضع من كتاب الإيمان، وروى عنه أبو القاسم الطبراني، ولا يُعرف]: حدثنا عبد الحميد بن إبراهيم أبو تقي الحمصي: حدثنا عبد الله بن سالم: أخبرني محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ أن عبد الله بن حذافة ... فذكره.
قلت: ولا يصح هذا إلى الزبيدي؛ وأبو تَقي عبد الحميد بن إبراهيم الحضرمي الحمصي: سمع كتب عبد الله بن سالم عن الزبيدي، ثم ذهبت كتبه، فكان لا يحفظها، فلقنوه من كتاب ابن زبريق عن عبد الله بن سالم، وكان ضريرًا يتلقن، قال محمد بن عوف الحمصي:"فكان لا يحفظ الإسناد، ويحفظ بعض المتن"، وقال أبو حاتم:"وليس هذا عندي بشيء؛ رجل لا يحفظ، وليس عنده كتب" [الجرح والتعديل (٦/ ٨)، سؤالات البرذعي (٧٠٦)، الميزان (٢/ ٥٣٧)، التهذيب (٢/ ٤٧٢)].
• وأبطل من هذا: ما رواه عثمان بن عبد الرحمن المدني الوقاصي، عن الزهري، عن عبد الله بن جهر، عن أبيه جهر، قال: قرأت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما انصرف قال:"يا جهر! أسمع ربك، ولا تسمعني".
أخرجه الطبراني في الكبير (٢/ ٢٨٨/ ٢٢٠٠)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ٦٤٨/ ٧٢٨)، وانظر: الإصابة (١/ ٥٢٠).
وهذا باطل من حديث الزهري، وعثمان بن عبد الرحمن الوقاصي: متروك، ساقط، عامة ما يرويه مناكير [التهذيب (٣/ ٦٩)].
• وقد رواه على الصواب مرسلًا:
معمر بن راشد، عن الزهري، قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعبد الله بن حذافة وهو يصلي، فجهر بصوته، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسمعني يا حذافة [كذا، وهو: ابن حذافة]، وأسمع الله تعالى".
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٤٩٤/ ٤٢٠٧).
• ورواه يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب: حدثني أبو سلمة؛ أن عبد الله بن حذافة قام يصلي فجهر بصلاته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ابن حذافة لا تسمِّعني، وسمِّع الله". هكذا مرسلًا.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٤/ ١٩٠)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٧/ ٣٥٥).
قال الدارقطني في العلل (٨/ ٢٥/ ١٣٨٨): "ورواه جعفر بن ربيعة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن حذافة.