• وقد روي معناه مرفوعًا من وجه آخر لا يصح:
يرويه بقية بن الوليد، قال: حدثني حصين بن مالك الفزاري، قال: سمعت شيخًا يكنى أبا محمد -وكان قديمًا-، يحدث عن حذيفة بن اليمان، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، فإنه سيجئ من بعدي قوم يرجِّعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم، وقلوب من يعجبهم شأنهم".
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (١٦٥)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٢/ ٢٧٧)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (٦/ ٨١/ ١٣٤٠)، وابن وضاح في البدع (٢٥٤)، وابن نصر المروزي في قيام الليل (١٣٥ - مختصره)، وأبو العباس الأصم في الثاني والثالث من حديثه (١٧٣)، والطبراني في الأوسط (٧/ ١٨٣ / ٧٢٢٣)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٧٨)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (٤٢)، وأبو عمرو الداني في الأحرف السبعة (٤٤ و ٤٥)، والبيهقي في الشعب (٢/ ٥٤٠/ ٢٦٤٩ و ٢٦٥٠)، والجوزقاني في الأباطيل والمناكير (٢/ ٣٧٦/ ٧٢٣)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ١١٨/ ١٦٠).
قال بقية: "ليس له إلا حديث واحد وهو من أهل أفريقية".
وقال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن حذيفة إلا بهذا الإسناد، تفرد به بقية".
وقال الجوزقاني: "هذا حديث باطل، وأبو محمد: شيخ مجهول، وحصين بن مالك أيضًا: مجهول، وبقية بن الوليد: ضعيف".
وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح، وأبو محمد: مجهول، وبقية يروي عن الضعفاء ويدلسهم".
قلت: قد صرح بقية بالتصريح في طبقات السند، وهو صدوق في نفسه، لكن الشأن في شيخه، وشيخ شيخه، فإن بقية مشهور بالرواية عن المجاهيل الذين لا يُعرفون إلا من طريقه، وحصين بن مالك الفزاري هذا هو أحد شيوخ بقية المجهولين، إضافة إلى أبي محمد الذي لم يعرفه نفس الراوي عنه على جهالته، فهو إسناد موغل في الجهالة، فحق أن يكون هذا الحديث من مناكير بقية بن الوليد.
قال الذهبي في الميزان في ترجمة حصين بن مالك (١/ ٥٥٣): "تفرد عنه بقية، ليس بمعتمد، والخبر منكر".
وقال في المغني (١/ ١٧٨): "تفرد عنه بقية بن الوليد بهذا، لا يعتمد عليه".
٢ - حديث عبد الرحمن بن شبل:
يرويه هشام بن أبي عبد الله الدستوائي [ثقة ثبت، وهو أثبت من روى عن يحيى بن أبي كثير]، وأيوب السختياني [ثقة ثبت إمام، وعنه: وهيب بن خالد، وهو: ثقة ثبت]:
قال هشام: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، قال: قال