غيرهما]، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده، قال: كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل أن: علم الناس ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجمعهم فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تعلموا القرآن، فإذا تعلمتموه فلا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به".
ثم قال: "إن التجار هم الفجار"، قالوا: يا رسول الله! أليس قد أحل الله البيع وحرم الربا؟ قال: "بلى، ولكنهم يحلفون ويأثمون".
ثم قال: "إن الفساق هم أهل النار"، قالوا: يا رسول الله! ومن الفساق؟ قال: "النساء"، قالوا: يا رسول الله! ألسن أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا؟ قال: "بلى، ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن، وإذا ابتلين لم يصبرن".
قال: ثم قال: "يسلِّم الراكب على الراجل، والراجل على الجالس، والأقل على الأكثر، فمن أجاب السلام كان له، ومن لم يجب فلا شيء له".
أخرجه معمر في الجامع (١٠/ ٣٨٧/ ١٩٤٤٤ - المصنف)، ومن طريقه: أحمد (٣/ ٤٤٤)، وعبد بن حميد (٣١٤)، وأبو بكر الكلاباذي في بحر الفوائد (١/ ٥٠٠)، والحاكم (٢/ ١٩٠ - ١٩١)، والبيهقي في السنن (٢/ ١٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٤/ ٤٢٥).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
وصحح إسناده ابن حجر في الفتح (١١/ ١٥).
• هكذا رواه عبد الرزاق [ثقة، ثبت في معمر]، وابن المبارك [ثقة ثبت، إمام حجة، وهو أثبت الناس في معمر]، كلاهما عن معمر به هكذا.
[وانظر فيمن وهم فيه على ابن المبارك، فجعله من مسند عبد الله بن شبل: معجم الصحابة لابن قانع (٢/ ١٣٣)].
• ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى [ثقة، من أصحاب معمر] عن معمر به، لكن أسقط منه ذكر أبي سلام.
أخرجه أبو يعلى (٧/ ٣٨٧/ ٧١٠٥ - إتحاف الخيرة)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٩٩ - مسند علي).
قلت: هذا الاختلاف على معمر، أظنه من معمر نفسه، وهو من دلائل عدم حفظه لإسناد هذا الحديث عن يحيى، حيث اختلف عليه فيه، ثم هو قد خالف فيه جماعة من ثقات أصحاب يحيى بن أبي كثير، فأسقط من إسناده أبا راشد الحبراني، ومعمر بن راشد: ثبت في الزهري وابن طاووس خاصة، وحديثه عنهما مستقيم، وأما حديثه عن غيرهما فيقع فيه الوهم الشيء بعد الشيء، وهذا منه، واللّه أعلم [انظر: شرح العلل (٢/ ٧٧٤ و ٨٠٤)].
• وممن خالف جماعة الثقات من أصحاب يحيى بن أبي كثير، فوهم عليه فيه، وسلك الجادة والطريق السهل:
أ- حماد بن يحيى الأبح [لا بأس به، يهم في الشيء بعد الشيء]، عن يحيى بن أبي