وقال العلائي في تفسير الباقيات الصالحات (٤٥): "إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي: احتج به البخاري، والحديث صححه الدارقطني وغيره، وقد رُوي من حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أيضًا"، فذكره ثم قال:"هذا إسناد صحيح أخرجه مسلم، وبه يقوى الحديث الذي قبله، والله سبحانه أعلم"[ويأتي ذكر حديث سعد في آخر الشواهد].
قلت: ويشهد له أيضًا حديث رفاعة بن رافع الآتي ذكره في الشواهد، وينضم إلى ذلك: أنه ليس في حديث السكسكي نكارة من جهة المعنى، فإن المكلَّف إذا كان لا يحسن شيئًا من القرآن، فإنه ينوب عنه أفضل الذكر، كما جاء في حديث سمرة [عند مسلم (٢١٣٧)]: "أحبُّ الكلام إلى الله أربعٌ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأت"، وفي رواية لأحمد بإسناد صحيح:"أفضل الكلام بعد القرآن أربع، وهي من القرآن، ... ""المسند (٥/ ٢٠] [وحديث سمرة خرجته في الذكر والدعاء برقم (٣١)].
قال الخطابي في المعالم (١/ ١٧٩): "فإن كان رجلٌ ليس في وسعه أن يتعلم شيئًا من القرآن لعجزٍ في طبعه، أو سوء حفظه، أو عجمة لسانٍ، أو آفةٍ تعرض له؛ كان أولى الذكر بعد القرآن ما علَّمه النبي - صلى الله عليه وسلم - من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"أفضل الذكر بعد كلام الله عز وجل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"" [وانظر: مجموع الفتاوى (٢٣/ ٢٨٦)].
• وقد قيل: بأن السكسكي قد توبع على هذا الحديث عن ابن أبي أوفى:
أ- فقد روى الفضل بن موفق: ثنا مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:[يا رسول الله] إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن، فعلِّمني ما يجزئني من القرآن؟ فقال: "قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"، قال: هذه لله، فما لي؟ قال: "قل: رب اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد ملأ يديه خيرًا".
أخرجه ابن حبان (٥/ ١١٧/ ١٨١٠)، والطبراني في الكبير (٢/ ٢٣٤/ ٧٨٢ - تنقيح التحقيق)(٣/ ٥٧٧ - البدر المنير)، وابن المقرئ في المعجم (١٨٤)، والضياء في المختارة (١٣/ ١١٧/ ١٩١).
قلت: هو حديث منكر؛ الفضل بن موفق: قال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، كان شيخًا صالحًا، قرابةٌ لابن عيينة، وكان يروي أحاديث موضوعة"، وذكره ابن حبان في الثقات، فكيف يُقبل من مثله التفرد بمثل هذا عن مالك بن مغول [الجرح والتعديل (٧/ ٦٨)، الثقات (٩/ ٦)، التهذيب (٣/ ٣٩٦)، الميزان (٣/ ٣٦٠)، المغني (٢/ ٥١٤)].
ب- ورواه ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى، قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن ... ، الحديث.