أخرجه الدارقطني في الأفراد (٢/ ٦٣/ ٤٠٤٧ - أطرافه).
قال الدارقطني: "تفرد به حامد بن يحيى عن ابن عيينة عن إسماعيل، وغيره يرويه عن ابن عيينة عن مسعر عن إبراهيم السكسكي عن ابن أبي أوفى".
قلت: هي رواية شاذة من حديث ابن عيينة، تفرد بها: حامد بن يحيى بن هانئ البلخي، وهو: ثقة، من أعلم الناس بابن عيينة، لازمه طويلًا، لكن خالفه من هو أثبت منه في ابن عيينة، وأكثر عددًا، لا سيما وفيهم الإمام الثبت الحجة: الحميدي، وهو أثبت الناس في ابن عيينة، وكان راويته.
• ورواه خالد بن نزار: ثنا سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاه رجل فقال: يا رسول الله! إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن، فعلمني ما يجزيني، ... فذكره، وقال في الذكر الأول: "ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، وقال في الذكر الثاني: "قل: اللهُمَّ اغفر لي، وارحمني، وتب علي، وارزقني".
أخرجه أبو نعيم في الحلية (٧/ ١١٣)، والرافعي في التدوين (٣/ ٣٨٢).
من طريق: نصر بن مرزوق [صدوق. الجرح والتعديل (٨/ ٤٧٢)، مغاني الأخيار (٣/ ٩٧٨)]: ثنا خالد بن نزار به.
قال أبو نعيم: "هذا حديث غريب، تفرد به عن الثوري: خالد بن نزار".
قلت: خالد بن نزار: صدوق، يغرب ويخطئ [التقريب (٢٩٢)، التهذيب (١/ ٥٣٤)]، وقد تفرد عن الثوري بهذا الإسناد، فهو منكر؛ حيث خالف فيه جماعة من ثقات أصحاب الثوري:
فقد رواه وكيع بن الجراح، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ويعلى بن عبيد الطنافسي، والحسين بن حفص الأصبهاني، وعبد الرزاق:
عن سفيان الثوري، عن أبي خالد الدالاني، عن إبراهيم السَّكْسكي، عن عبد الله بن أبي أوفى، وهو حديث الباب.
• والحاصل فإن هذا الحديث مداره على إبراهيم السكسكي، ولم يتابع عليه، قال ابن عدي عن هذا الحديث، والحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه في سبب النزول: "ومدار هذين الحديثين على إبراهيم السكسكي عن ابن أبي أوفى".
وهو حديث حسن، لأجل ما قيل في السكسكي، واحتجاج البخاري به في صحيحه يرفع من حاله، فلا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، كما ذهب إلى ذلك جماعة، والله أعلم.
• وله شاهد من حديث رفاعة بن رافع:
في قصة المسيء صلاته، والشاهد منه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإن كان معك قرآن فاقرأه، وإن لم يكن معك قرآن فاحمدِ اللهَ وهلِّلْه وكبِّره"، إلى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك".
رواه يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن جده، عن رفاعة البدري، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسًا في المسجد، ... فاقتص الحديث، وفيه موضع الشاهد.