د- ورواه عبد العزيز بن المختار، عن عبد الله الداناج، قال: حدثنا عكرمة مولى ابن عباس، قال: صليت خلف أبي هريرة، قال: فكان يكبر إذا ركع، وإذا سجد كبر، قال: فذكرت ذلك لابن عباس، فقال: لا أمَّ لك، أوليست تلك سُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه أحمد (١/ ٢٥٠)، والطحاوي (١/ ٢٢١)، والطبراني في الأوسط (٣/ ١٦٤/ ٢٨١٢)، وابن عبد البر في التمهيد (٧/ ٨٥).
قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن عبد الله الداناج إلا عبد العزيز بن المختار".
قلت: عبد الله بن فيروز الداناج: ثقة، لكني أخاف أن يكون وقع وهم في تعيين المبهم في الروايات الثلاث المتقدمة، لا سيما مع وصفه بالحمق في رواية قتادة، ويبعد على عكرمة أن يصف أبا هريرة بهذا الوصف، كما أن الاعتذار عنه بأنه لم يكن يعرفه مستبعد أيضًا، إذ إن عكرمة مشهور بالرواية عن أبي هريرة، وأخشى أن يكون الوهم في ذلك من عبد العزيز بن المختار؛ فإنه لا بأس به، وثقه جماعة، لكن قال ابن حبان:"كان يخطئ"، والله أعلم [التهذيب (٢/ ٥٩٣)].
٢ - حديث أبي سعيد:
رواه فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، قال: صلى لنا أبو سعيد فجهر بالتكببر حين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، وحين رفع، وحين قام من الركعتين، وقال: هكذا رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم -. لفظه عند البخاري.
وفي رواية الباقين: اشتكى أبو هريرة -أو: غاب-، فصلى بنا أبو سعيد الخدري، فجهر بالتكبير حين افتتح الصلاة، وحين ركع، وحين قال: سمع الله لمن حمده، وحين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، [وحين رفع]، وحين قام من الركعتين، حتى قضى صلاته على ذلك، فلما صلى قيل له: قد اختلف الناس على صلاتك، فخرج فقام عند المنبر، فقال: أيها الناس! والله ما أبالي اختلفت صلاتكم أو لم تختلف، هكذا رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي.
قال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما اتفقا على حديث غيلان بن جرير، عن مطرف، عن عمران بن حصين مختصرًا، وقد تفرد البخاري بحديث عكرمة قال: قلت لابن عباس: صليت الظهر بالبطحاء خلف شيخ أحمق فكبر اثنتين وعشرين تكبيرة، الحديث على الاختصار".