قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا إسماعيل بن مجالد".
قلت: هو غريب من حديث أبي إسحاق السبيعي، ولا أحسبه ثابتًا؛ فإن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني: صدوق يخطئ، وبعضهم ضعفه أو لينه [التقريب (٨٢)، التهذيب (١/ ١٦٥)]، ولا يحتمل تفرد مثله عن أبي إسحاق في كثرة أصحابه، كما أن طبقته متأخرة عن طبقة الثوري وشعبة ممن تقدم سماعهم من أبي إسحاق.
١١ - حديث معاوية بن أبي سفيان:
يرويه عبد الله بن عثمان بن خثيم [مكي، صدوق]، أن أبا بكر بن حفص بن عمر أخبره؛ أن أنس بن مالك أخبره، قال: صلى معاوية بالمدينة صلاةً فجهر فيها بالقراءة، فقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} لأم القرآن، ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها، حتى قضى تلك القراءة، ولم يكبر حين يهوي [ساجدًا] حتى قضى تلك الصلاة، فلما سلَّم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين من كل مكان: يا معاوية أسَرقتَ الصلاة أم نسيت؟ فلما صلى بعد ذلك قرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} للسورة التي بعد أم القرآن، وكبر حين يهوي ساجدًا.
وهو حديث ضعيف مضطرب، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (٧٨٨).
١٢ - حديث جابر بن عبد الله:
يرويه زمعة بن صالح، عن عمرو بن دينار، عن جابر؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكبر في كل خفض ورفع.
أخرجه أبو داود الطيالسي (٣/ ٢٧٤/ ١٨٠٥)، والبزار (١/ ٢٦٠/ ٥٣٤ - كشف (٣٨٧ - مختصر الزوائد)، وأبو نعيم في الحلية (٩/ ٢٣٦).
قال البزار: "لا نعلمه عن جابر إلا من هذا الوجه، تفرد به زمعة، وقد حدث عنه جماعة".
وقال أبو نعيم: "غريب من حديث عمرو، تفرد به زمعة".
قلت: هو حديث منكر؛ زمعة بن صالح: ضعيف، لا يحتمل تفرده عن عمرو بن دينار، وله عنه مناكير وغرائب [انظر: الكامل لابن عدي (٣/ ٢٢٩)].
• ورواه أبو حنيفة، عن بلال [هو: ابن مرداس الفزاري]، عن وهب بن كيسان، عن جابر، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكبر في كل خفض ورفع.
وتابعه: خارجة بن عبد الله بن سليمان الأنصاري، عن وهب بن كيسان، عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه.
وخالفهما: مالك بن أنس، رواه عن وهب بن كيسان، عن جابر موقوفًا، وقول مالك: أشبه.
قاله الدارقطني في العلل (١٣/ ٣٩٠/ ٣٢٨٢).
قلت: وهو كما قال؛ فإن بلال بن مرداس: متكلم فيه [التهذيب (١/ ٢٥٤)]،