من أصحاب سعيد بن منصور [مثل أحمد بن حنبل وأبي داود وغيرهما] رووه عنه كالجماعة.
والمتفرد بهذه اللفظة: الحسن بن علي بن زياد الرازي السُّرِّي: صحح له الحاكم، وهو شيخ للعقيلي وبعض الحفاظ [الأنساب (٣/ ٢٥٢)]، وهي وهم ظاهر، والله أعلم.
***
٨٤١ - . . . قال أبو داود: حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا عبد الله بن نافع، عن محمد بن عبد الله بن حسن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يعمِدُ أحدُكم في صلاته، فيبرُك كما يبرُك الجمل".
• حديث غريب.
أخرجه من طريق قتيبة بن سعيد: الترمذي (٢٦٩)، والنسائي في المجتبى (٢/ ٢٠٧/ ١٠٩٠)، وفي الكبرى (١/ ٣٤٤/ ٦٨١)، والبيهقي (٢/ ١٠٠).
قلت: في هذا الحديث انفرد عبد العزيز الدراوردي بهذه الزيادة في الحديث: "وليضع يديه قبل ركبتيه"، واتفق هو وعبد الله بن نافع الصائغ المدني على النهي عن التشبه بالبعير في بروكه، وهو معنى صحيح موافق لأصول الشريعة في النهي عن التشبه بالحيوانات، كما قرره ابن القيم في الزاد (١/ ٢٢٤)، فالذي اتفقا عليه: أن لا يتشبه المصلي في نزوله إلى الأرض بالبعير حال بروكه، فالمنهي عنه هو هذه الهيئة في نفسها حال النزول، بتقديم المقدَّم على المؤخَّر، بغض النظر عن مسمى الركبة في البعير والإنسان عند أهل اللغة، وفي هذا المعنى يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في الشرح الممتع (٣/ ١١١): "فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يبرك الرجل كما يبرك البعير، والبعير إذا برك يقدم يديه، فيقدم مقدَّمه على مؤخَّره كما هو مشاهد، وقد ظن بعض أهل العلم أن معنى قوله: "فلا يبرك كما يبرك البعير" يعني: فلا يبرك على ما يبرك عليه البعير، وأنه نهى أن يبرك الإنسان على ركبتيه، وعلى هذا؛ فيقدم يديه، ولكن بين اللفظين فرقًا واضحًا، فإن النهي في قوله: "كما يبرك" نهي عن الكيفية؛ لأن الكاف للتشبيه، ولو كان اللفظ: "فلا يبرك على ما يبرك" لكان نهيًا على ما يسجد عليه، وعلى هذا؛ فلا يسجد على ركبتيه؛ لأن البعير يبرك على ركبتيه، وعلى هذا فيقدم يديه"، ثم قال بعد ذلك بسطور (٣/ ١١٢): "وهذا صحيح أن ركبتي البعير وكلِّ ذات أربع في اليدين، لكن الحديث لا يساعد لفظه على هذا المعنى" [وانظر له أيضًا: فتاوى أركان الإسلام (٢٤٩)، مجموع الفتاوى والرسائل (١٣/ ١٧٠ - ١٨٣)].
ومن ثم فإن قول القائل بأن الدراوردي قد يكون انقلب عليه متن الجزء الثاني من الحديث ليس ببعيد، فإن الدراوردي كان سيئ الحفظ، وربما حدَّث من حفظه فأخطأ