للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"هذا إسناد صحيح ثابت"، ثمَّ قال: "هذا صحيح"، وابن حزم في المحلى (٤/ ١٢٤)، والبيهقيُّ في المعرفة (٢/ ٢١/ ٨٦٨)، وابن عبد البر في التمهيد (١٩/ ٢٥٦)، والبغويُّ في شرح السُّنَّة (٣/ ١٦٥/ ٦٦٨)، وقال: "هذا حديث صحيح"، وابن الجوزي في التحقيق (٥٣٥).

وتقدم ذكر من رواه عن خالد الحذاء غير هشيم.

وهذا الحديث قد احتج به البخاري في بابه، حيث ترجم له بقوله: "باب من استوى قاعدًا في وتر من صلاته ثمَّ نهض"، وعليه فهو يصحح رواية خالد الحذاء هذه وما فيها من تصريح بالرفع لم يَرِد في حديث أيوب، حيث صرح خالد في روايته برفع جلسة الاستراحة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن مالك بن الحويرث رآه يجلسها، دون أن يحيل ذلك على صلاة أحد، وحديثه هذا قد صححه البخاري والترمذي والدارقطني، إذ قد يحسب بعض الناس أن رواية أيوب ليس فيها سوى الإحالة على صفة صلاة عمرو بن سلمة، دون أن يقصد رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا الحسبان باطل، بدليل رواية خالد الحذاء هذه، وإنما أراد الراوي أن هذا الوصف المذكور في صلاة عمرو بن سلمة بذكر جلسة الاستراحة، إنما هو من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ الحديث قد سيق أصالة من أجل بيان كيفية صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما قال مالك بن الحويرث، ومن هذه الكيفية: جلسة الاستراحة، واعتماده بيديه على الأرض عند القيام، لذلك فإن البخاري قد أتبع هذا الباب بباب آخر ترجمه بقوله: "باب كيف يعتمد على الأرض إذا قام من الركعة"، ثمَّ أسند الحديث عن معلى بن أسد عن وهيب عن أيوب (٨٢٤)، وفيه: قال أيوب: فقلت لأبي قلابة: وكيف كانت صلاته [يعني: صلاة مالك بن الحويرث]؟ قال: مثل صلاة شيخنا هذا -يعني: عمرو بن سلِمة-، قال أيوب: وكان ذلك الشيخ يتم التكبير، وإذا رفع رأسه عن السجدة الثانية جلس، واعتمد على الأرض، ثمَّ قام.

وهذا ظاهر في نسبة هذه الكيفية في الجلوس وفي النهوض إلى عمرو بن سلمة، والتي تشبه صلاته صلاة مالك بن الحويرث، والتي ما صلاها مالك إلا ليريهم كيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فظهر بذلك أن مراد أيوب السختياني بيان الوصف المرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا أنَّه أراد وقفه على عمرو بن سلمة.

فإن قيل: رواية حماد بن زيد، وهو أثبت الناس في أيوب، فصلت المرفوع من الموقوف، فيقال: لا يستقيم له ذلك، ويرده قول أبي قلابة: فصلى صلاةً كصلاة شيخنا هذا؛ يعني: عمرو بن سَلِمة الجرمي، ثمَّ ذكر أيوب عن عمرو أنَّه كان يجلس للاستراحة، ويعتمد على يديه، فعاد فعله واصفًا لصلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والله أعلم.

وقد قال أحمد في حديث مالك بن الحويرث: "هو صحيح، إسناده صحيح" [الفتح لابن رجب (٥/ ١٣٩)]، فيكون بذلك قد ثبت تصحيحه عن أربعة من الأئمة النقاد.

• ومن حجة من قال بجلسة الاستراحة مع حديث مالك بن الحويرث: حديث أبي حميد الساعدي في عشرة من الصحابة:

<<  <  ج: ص:  >  >>